رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رادار

.. وقد سقط متلبسًا بالإرهاق بعد عناء يوم عمل شاق.. طفله ذو السنوات الست يتقدم نحوه منتشيًا كطائر يعانق الهواء فى ليلة أشرقت بضوء القمر!

احتضن الابن أباه بابتسامة ودموع.. وكأنهما عائدان للتو روحًا وجسدًا إلى لقاء بعد سنوات – وليست سويعات- من الفراق، وكأن الطفل يريد أن يعلنها للعالم وكفى : وحشتنى يا بابا!

كانت لحظة أبدع الطفل فى اقتناصها من قلب وعقل أبيه الذى يصارع الحياة لتدبير لقمة العيش.. وطمعًا فى المزيد طلب الطفل من أبيه بصوت خافت: ممكن تلعب معايا شوية يا بابا؟!

اعتذر الأب عن عدم تلبية الطلب من فرط الإرهاق وغادر الطفل المشهد بعين يكسوها الدمع وقلب يملؤه الحزن، بينما الأم تتابع القصة من هناك على بعد خطوات .. ودخلت إلى المشهد!

بصوت حزين تساءلت: لِمَ كسرت بقلبه يا حبيبي؟!

أجاب: "أرجوكِ عايز أرتاح علشان أقدر أصحى بدرى وأجيب فلوس، هل تتحملوا خسارة ٣٠ جنيه فى اليوم.. هقعد معاكم دقائق دلوقتى وهنخسر بكره 30 جنيه هى مقابل عملى فى الساعة اللى هتأخرها عن شغلى"؟!..

انتهى الحوار بين الزوجين، لتمر ساعات من الصمت الرهيب تستيقظ بعدها الأسرة.. كان الطفل حريصًا على الاستيقاظ مبكرًا على غير العادة.. جلس تحت قدم أبيه طالبًا «المصروف».. وضع الرجل يده فى جيبه ليمنحه ما طلبه.. وغادر الطفل المشهد فى هدوء!

حان وقت المساء.. يتقدم الطفل نحو أبيه من جديد يعانقه.. يطلب «المصروف» ويلبى الأب طلبه.. الطفل على هذا الحال لأيام.. غير أنه فى هذه الليلة قد عاد ليطلب المزيد.. صرخ الأب فى طفله: مالك يا ابني؟.. ألم أعطك قبل قليل.. خذ ولا تطلب المزيد؟!

غادر الطفل إلى غرفته حزينًا.. شعر الأب بأن الأمور ليست على ما يرام.. قصد غرفة طفله الذى كان بين نوم ويقظة.. سأله: أنت بتعمل إيه بالفلوس؟!

نهض الطفل ورفع الوسادة وأمسك بالأموال ليفاجئ أباه: "هذه ٣٠ جنيه يا أبى جمعتها من مصروفى.. ممكن تلعب معايا ساعة.. ساعة واحدة بس يا بابا"!.. 

وقف الأب فى منتصف الغرفة لا يحرك ساكنًا.. تساقطت دموعه رغمًا عنه، بينما طفله يمسح بيديه ما قد سقط على خديه.. عانق الأب طفله وأعطاه الأموال معتذرًا ومقررًا أن يبيت ليلته بين أحضانه!

 ربما سمعت عن القصة أعلاه.. وربما عايشتها ذات صباح.. غير أنك تفكر الآن – بالتأكيد- فى أشياء وأشياء.. تزاحمك الأفكار والأمنيات بالطيران إلى حيث يجلس أقرب طفل إلى قلبك.. دع عنك كل شيء فليس فى الحياة أجمل من الجلوس فى حضرة «طفل»!

لا تتركوا أبناءكم لقوانين الطبيعة.. شاركوهم أيامهم وأيامكم.. هى لحظات تمر سريعًا وأثرها أبقى وأعمق، بل يفوق ما قد تحققه المدرسة من إنجاز تعليمى فى رحلة أطفالنا مع الحياة.. أطفالنا ليسوا عقولا نختبرها وكفى، فهم قلوب نحفزها!

سعادتهم وهم بين أحضاننا  هى البداية لرحلتهم مع الحياة.. مع المستقبل، لم لا نذهب نحن إلى حيث يقبع هذا المستقبل؟! لم نقرر دائمًا البقاء فى مقاعدنا ننتظر مستقبلًا قد لا يجلب معه مدارس جديدة تغرس فى أطفالنا مهارات المستقبل والسعادة!

لتكن مبادرة للمستقبل فى حب أطفالنا وأدعو كل قارئ عزيز إلى نشرها، وأثق بأن قلوبكم تتسع ليس فقط لإسعاد أطفالكم وإنما لإسعاد أطفال الحى.. لإسعاد–أبو الهول- ذاته!

نبدأ من الأول 

[email protected]