عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إن الدورة الحالية لمهرجان القاهرة للمسرح التجريبى هى الدورة الثالثة والعشرين للمهرجان، وهى تعد الدورة الأولى بعد ثورتى مصر 25 يناير و30 يونية. ومن المفترض أن تكون ذات سمات ثورية من حيث التوجهات الفكرية والمناهج الإخراجية الأكثر جدية ومعارضة.

كما أن التوقع المنطقى للتواجد الدولى فى هذه الدورة الراديكالية، أن يكون ذا تنوع وتزايد فى معدل المشاركة، لأن هذا يعد مؤشرا لتأييد عالمى لاختيار مصر خيار الحرية.

ولكن هيهات، كل هذه التصورات لا تمت إلى الواقع بأدنى صلة. فبمجرد عقد مقارنة بين الدورة الحالية لمهرجان القاهرة للمسرح التجريبى، وبين الدورة الأخيرة للمهرجان قبل يناير 2011، نجد مجموعة من الملاحظات الإحصائية التى تعكس الكثير من المؤشرات الاستنتاجية.

وبالنظر إلى الدلالة الرقمية لأعداد الدول المشاركة فى كلتا الدورتين - ما قبل الثورتين وما بعدهما - نجد ما يلى:

عدد الدول الأجنبية المشتركة فى المهرجان عام 2010 كانت سبع وعشرين دولة مقابل تسع دول فقط فى الدورة الحالية للمهرجان!! وأعتقد أن الفارق هائل بين الرقمين.

ولعل البعض يدعى أن هذا نتيجة مباشرة للمؤامرة الأجنبية على مصر بعد الثورتين، تلك الفكرة المهترئة، والتى لا تنم إلا عن فقر مدقع فى الرؤى وتسليع لمنطق الفشل.

وعلى الرغم من قناعتنا بفراغ هذا المفهوم من المنطلق، إلا أننا سنسلم - جدلا - بصحته. ومن ثم فلا شك أننا نتوقع أن نجد عكس ذلك من زيادة فى عدد الدول العربية المشتركة فى الدورة الحالية للمهرجان التجريبى مقارنة بالدورة الأخيرة.

فإذ بنا نفاجأ بالعكس تماما: حيث كان عدد الدول العربية فى آخر دورة أربع عشرة دولة، بينما للدورة الحالية بها أربع دول فقط، فهل هناك مؤامرة عربية أيضا؟!

وحينئذ  لا يتبقى لنا سوى المعيار الأخير، وهو المشاركة نفسها فى المهرجان. ففى دورة ما قبل الثورتين شارك ستة عشر عرضا مسرحيا مصريا، بينما فى الدورة الحالية اقتصرت المشاركة المصرية على اثنى عشر عرضا!! وهنا تسقط كل الدفوع.

ولعلك عزيزى القارئ قد لاحظت أننا لم نقترب من التحليل الكيفى لعروض المهرجان على الإطلاق، لأنه يحتمل كثيرا من الثرثرة الدفاعية، التى لا تسمن ولا تغنى من جوع. واكتفينا فقط بالاستقصاء الكمي؛ فإذا وجدنا مبررًا لتدهور أعداد العروض الأجنبية، فكيف نفسر ضآلة العروض العربية المشتركة بالمهرجان، والأحرى كيف نفسر قلة المشاركة الداخلية للفرق المصرية مقارنة لما قبل الثورتين؟! وتلك مجرد استفسارات إحصائية تبحث عن إجابة، فهل من مجيب؟!