رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

لله والوطن

الكلام صار سهلًا .. بلا أي ضوابط أو حدود .. لأن لا أحد يحاسب أحدًا .. ولأن أفق التواصل أصبح «سداح مداح» .. فوضويا .. تتوه فيه الحقائق .. ويختلط الحق بالباطل والأكاذيب والضلالات .. وتشيع المتاجرة بآلام الناس .. و«الدق» على أوتار أوجاعهم وأحلامهم وآمالهم .. واصطياد البسطاء والجهلاء والغوغاء منهم لخداعهم .. وتفخيخهم .. بتحويلهم الى قنابل موقوتة .. واستخدامهم في حرب قذرة تخوضها أطراف عديدة في الخارج والداخل ضد الوطن .. شعبًا ودولة.

•• المشهد يتكرر الآن ..

مثلما يحدث مع كل كارثة .. يخرج «المتنطعون» و«المتحذلقون» بكلام «مر» تفوح منه روائح الحقد والشماتة والتشفي .. والتجني ..  ويتباكون على الضحايا من الشباب العاطل والفقراء ومن ضاقت بهم السبل .. فاختاروا أن يخوضوا الأهوال .. ويصارعوا الموت وسط أمواج البحار.. هربا من جحيم الفقر والغلاء والبطالة .. إلى أرض الأحلام والثروات وفرص العمل (!!).

•• هذا كلام حق يراد به باطل ..

فالحق أن هناك بالفعل قطاعات كبيرة من الشعب تعاني الفقر والغلاء والبطالة .. في ظل سياسات وإجراءات اقتصادية قاسية .. انتقدناها وعارضناها كثيرا .. لكنها فرضتها مرحلة سياسية حرجة تمر بها البلاد .. بعد ثورتين متعاقبتين .. أصابت اقتصاد الدولة في مقتل .. حيث توقف النشاط الاقتصادي تمامًا لفترات ليست بقليلة .. وتقزمت وانكمشت موارد الدخل القومي .. ويتزامن ذلك مع حرب شرسة تخوضها الدولة مع عصابات التطرف والإرهاب .. تستنزف قوى وجهودا وأموالا ليست بقليلة .. بينما تتواصل جهود البناء والتنمية والإصلاح .. التي تتكلف أيضا الكثير .. والكثير.

•• أما الباطل ..

فهو أن هناك من يتعمد التدليس والتضخيم .. والنفخ في كير هذه «المرحلة الانتقالية المتأزمة» .. لأغراض خبيثة .. ومحاولة تصفية حسابات سياسية .. بتأليب الشعب على الدولة .. ودفعه إلى افتعال «حالة ثورية فوضوية» تعيد البلاد الى التهديد بشبح الاحتراب والانقسام والاقتتال الداخلي .. والاستقطاب الذي هو أسوأ ما أفرزته مرحلة ما بعد الثورتين .. ولا تريد «قوى الشر» لهذه الحالة أن تهدأ أو تخمد نيرانها .. ولا يهمهم ما إذا كانت الحرائق التي يشعلونها .. سوف تحرق الجميع .. و«لا تبقي ولا تذر».. ما يهمهم فقط هو الانتقام .. بعدما خابوا وفشلوا .. مرة في تقديم «النموذج البديل» لنظام الحكم الحالي .. ومرة في تدمير البلاد ودفعها دفعًا إلى الهاوية .. تحقيقًا للمخططات والمؤامرات الخارجية.

•• وهؤلاء ..

يتعامون عن الكثير من الحقائق التي تدحض افتراءاتهم .. وتفضح ألاعيبهم ومؤامراتهم وأغراضهم الدنيئة.

• يتجاهلون أن الحاجة والعجز والفقر والعوز لا يمكن تكون مبررًا أبدا للانتحار وخرق النظم والقوانين .. بل إن من يفعل ذلك غالبا ما يكون مدفوعًا بأطماع ودوافع ورغبات جامحة .. يسعى إلى تحقيقها بأية وسيلة .. وبأي ثمن.

• ويغضون الطرف عن أن الكثيرين من الضحايا في حوادث الهجرة الشرعية عبر مصر .. هم من الأجانب الذين اجتذبهم إلينا نمو هذا النشاط مؤخرا .. كجزء من ظاهرة عالمية .. وفي ظل حالة ترهل أمني واضح في مواجهة ذلك.

• ثم أخيرا .. هم يخدمون بغبائهم وسوء قصدهم أهداف وأغراض عصابات ومافيا التهريب .. ومنها محلية وأخرى دولية .. بالترويج بين الشباب بأن هناك ما يبرر هروبهم .. ويغرونهم بسراب الهجرة باعتبارها طريق الخلاص لمعاناتهم.

•• وللأسف .. تغيب وسط هذا المشهد أي جهود من المؤسسات الأمنية أو الإعلامية أو الدينية أو الاجتماعية .. لنزع فتيل هذه القنبلة الموقوتة .. ومنع المزيد من الكوارث .. فمتى نتحرك بصورة أكثر جدية وفاعلية في هذا الملف الخطير(؟!)