عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

انتهت دورة الألعاب الأوليمبية فى ريودى جانيرو بحصول مصر على ثلاث ميداليات يتيمة.. رغم ما أنفق عليها من ملايين.. وتم الاحتفاء بالأبطال الثلاثة الذين حصلوا على الميداليات البرونزية.. فزينت صورهم الجرائد والمجلات وتسابقت البرامج فى استضافتهم والاحتفاء بهم وتباهى رئيس الألعاب الأوليمبية بإنجازه الفذ.. بالرغم من ضآلة ما حصدته مصر من ميداليات فى تلك الدورة.

بعدها جاءت دورة الألعاب البارالمبية فى ريودى جانيرو وهى دورة ألعاب خاصة بأصحاب الإعاقات الجسدية، وهى تلى دورة الألعاب الأوليمبية، ولكن عجباً ما بين رد فعل الإعلام المصرى فى دورة الألعاب الأوليمبية والبارالمبية، فلم تكن هناك تغطية إعلامية.. ولا أخبار فى الجرائد إلا فيما ندر، لدرجة أن الكثيرين لم يدركوا أن هناك دورة ألعاب بارالمبية.. يكافح فيها أبطال مصريون بشرف ويقاتلون بعزم وعزيمة رغم إعاقتهم البدنية، وبالرغم من ذلك الظلم الإعلامى، إلا أن أبطال مصر فى الدورة البارالمبية حصدوا ما لم يحصده الأصحاء.. فكان نصيبهم من الميداليات اثنتى عشرة ميدالية.. منها ثلاث ذهبيات وأربع ميداليات فضية وخمس ميداليات برونزية.. وكانت أغلب الميداليات فى رفع الأثقال، إضافة إلى ميدالية برونزية لمنتخب الكرة الطائرة جلوس.

هل تصدقون ذلك الرقم.. اثنتا عشرة ميدالية منها ثلاث ذهبية وميدالية برونزية لأول فريق جماعى يفوز بها فى أى دورة أوليمبية أو بارالمبية، فى حين أن الأصحاء الذين أنفقوا عشرات الملايين لم يحصدوا سوى ربع ما حصده أبطال البارالمبية.

وكما أبهر أبطال الكرة الطائرة جلوس العالم بإنجازهم فعلها باقى أبطال البارالمبية.. وحتى من لم يحالفه الحظ بميدالية فى تلك الدورة مثل إبراهيم حمدتو لاعب كرة تنس الطاولة رجال. فقد أبهر «حمدتو» العالم كله بأنه اللاعب الوحيد فى العالم الذى يلعب تنس الطاولة وهو بلا ذراعين وإنما يمسك الضرب بفمه ويلقى الكرة بقدمه ليضربها بالمضرب فى فمه بعد ذلك.

هل يمكن أن يتخيل أحد أن هناك كائنًا بشريًا قادرًا على ذلك.. إنه «حمدتو» البطل المصرى الذى أذهل العالم، ورغم عدم حصوله على أى ميدالية لأن منافسيه كانوا يلعبون بأيديهم مقابل فمه الممسك بمضرب الكرة، إلا أن كل وكالات الأنباء وعشرات البرامج الرياضية فى العالم كله تحدثت عن معجزة «حمدتو» الأسطورة.. إلا فى بلده مصر، فلم أشاهد برنامجاً عنه، ولم ألمح على أى شاشة مصرية أى مباراة لعبها «حمدتو».

وإذا ما بحثت عن نشأة أبطال مصر فى البارالمبية ستجدهم جميعاً دون استثناء جاءوا من طبقات كادحة لم يكونوا يملكون الكثير.. بل كانوا ينفقون من قوت عيالهم على التدريب والتمرين وتحدى الظروف القاسية، وهم جالسون فى الظل دون دعاية أو رعاية.

والأسوأ أن مكافآت الفوز لأبطال البارالمبية هى نصف مكافآت الحصول على ميدالية فى الأوليمبية فكأنما يعاقب أبطال البارالمبية مرتين، الأولى بالتجاهل الإعلامى والشعبى لهم والثانية بحصولهم على نصف ما يحصل عليه صاحب أى ميدالية أوليمبية.. فيا له من وطن فيه أعجب العجب!!