عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

من أسهل الأمور فى مجتمعنا هو النقد الفنى، فليس على المشاهد العادى حرج من أن يدلى برأيه فى أى قضية فنية مهما كان مدى تخصصها، وأياً كانت درجة تعقيدها، التى تتطلب معها شيئاً من الدراسة والبحث العلمى.

وكثيراً ما نحكم أحكاماً مطلقة على هذا الممثل النجم الشعبى أو تلك الممثلة الحسنة المنظر والمظهر، بل كثيراً ما يطرح هذا السؤال: هل يحتاج التمثيل إلى دراسة؟ بل هل يحتاج الفن برمته إلى دراسة؟

فى حقيقة الأمر إن معظم ما نقدمه على مسرحنا أو شاشاتنا ليس فناً، ولذلك فهو بالفعل لا يتطلب من الفرد دراسة ولا حتى أدنى معرفة!! لأن معظم ما يقدم تحت مسمى فن التمثيل، سواء كان مسرحياً أو سينمائياً أو تليفزيونياً، لا يعدو كونه اجتهادات هاوٍ، وبالتالى فنجاح ممثل فى ظل معطيات هذا الواقع الفنى الحالى، لا يحتاج سوى لقاء مع الحظ، أو وساطة مؤثرة، أو تنازل ما مميز، أو أموال مع نفوس ضعيفة، هذا كل ما فى الأمر.

والغريب أن العديد من المشككين فى منهجية فن التمثيل وعلميته، هم من ممارسى المهنة نفسها، ومن ثم فلا لوم على من تبنوا هذه الفكرة من غير المشتغلين بمهنة التمثيل، ولكن للتوضيح فقط أود أن أذكر بعض الأمور التى تؤكد أن دراسة فن التمثيل ليس بدعة استحدثناها، فعلى سبيل المثال، نرى المعاهد والأكاديميات تدرس هذا الفن فى كل مكان بالعالم، شرقاً وغرباً، بلدان متقدمة جداً وأخرى من دول العالم الثالث، بعضها مجتمعات منغلقة ومتحفظة أخلاقياً ودينياً وأخرى منفتحة متحررة وحرة، كما تتعدد مناهج ومدارس التمثيل التى تأصلت منذ ما يقرب من مائتي عام، وما زال حتى الآن يطالعها العالم بمناهج حديثة.

ولعل السبب وراء هذا التشكيك يرجع إلى أن مهنة التمثيل فى مصر أصبحت مهنة من لا مهنة له، وعمل خريجى الكليات والمعاهد التى لا تمت للتمثيل بصلة، فاذا حصرت نجوم ونجمات مصر، لوجدت أن السواد الأعظم منهم من جريجى كليات الطب والهندسة والحقوق والتجارة والزراعة.

فى الوقت الذى تفاجأ فيه بخريجى الأكاديميات المتخصصة يلعبون الأدوار الأصغر بل وأحياناً الأدوار الصامتة، ولا أدعى أن هذا فيه إهداراً لحقهم المهنى، فسوق العمل الفنى مثله مثل بقية أسواق العمل يخضع لقانون العرض والطلب، فبالتأكيد أن هؤلاء الدارسين الأكاديميين لم يستطيعوا إقناع صناع العملية الفنية -ومن ثم الجمهور- بتلك الأحقية، وهذا يضعنا أمام سؤال جوهرى، هل فشل جراح فى مهنته تعنى إلغاء كليات الطب والتشكيك فى أهمية دراسة الطب؟ أم أن انهيار أحد العقارات يدفعنا إلى وضع مهنة الهندسة المعمارية فى أيدى خريجى المعاهد والكليات الأخرى؟!

بل إن الأمر يتطلب منا إعادة النظر فى المناهج التى يتم تدريسها لطالب التمثيل والاهتمام بالكوادر العلمية التى تقوم بتلك العملية التعليمية بهدف تطوير أدوات الممثل للتلاحم الفعال مع سوق العمل.