رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدون نفاق

منذ أيام قليلة قالت إحدى الصحف واسعة الانتشار فى عنوان كبير إن «جهة سيادية» هى التى ستختار وزير التموين الجديد بعد استقالة الوزير السابق، وقد توقفت كثيراً عند ذلك التعبير المُبهم محاولاً فهم السبب وراء انتشار هذا التعبير السخيف بهذه الدرجة فى السنوات الأخيرة؟.. وجدت أن تعبير «جهة سيادية» بدأ تداوله فى منتصف عهد مبارك فى إشارة غير مباشرة لبعض الجهات الحكومية التى لها قوة وسطوة وسيطرة مثل رئاسة الجمهورية وأجهزة المخابرات والأجهزة الرقابية وأجهزة الداخلية. وأصبح هذا التعبير يعنى أن هناك جهات حكومية تسود الشعب، أى أنها سيدته، وأعمالها وقراراتها فى شأن الشعب كله أو أحد أفراده لا تخضع لأى مساءلة وغير قابلة للمناقشة. وفى حالات أخرى يستخدم هذا التعبير وكأن تلك «الجهة» المقصودة ممنوع نطق أسمها أصلاً خوفاً ورهبة من إغضاب «الكبار» أو استحضار شرهم – لا سمح الله – تماماً مثلما نسمى الأمراض الخبيثة «المرض الوحش»  ونسمى الشخص الذى نعتقد أنه يجلب النحس «اللى ما يتسماش». والمضحك أن هذا التعبير أنبثق منه تعبير مبهم آخر هو تعبير «وزارات سيادية»!، وهو يعنى أن هناك وزارات سوبر تسود الوزارات العادية الأخرى وأن وزراءها غير مسئولين أمام رئيس الوزراء ولا يأخذون تعليماتهم منه باعتبار أنه لا يملك تعيينهم أو إعفاءهم من مناصبهم. والحقيقة هى أن تعبير «جهة سيادية» هو تعبير عن الدولة البوليسية المستبدة التى استعبدت الشعب المصرى لسنوات طويلة، والتى قامت ثورة 25 يناير وثورة 30 يونيه 2013 للقضاء عليها، وهذا التعبير يسىء إساءة بالغة إلى مصر كلها وإلى ثورتها وإلى كل مؤسساتها الدستورية والشعبية والحكومية. فالشعب هو السيد الأوحد على أرض مصر، وهو الذى يصنع قدره ومستقبله، ولذلك يجب أن يتوقف استخدام هذا التعبير المهين فى الإعلام، وأن تُسمى كل جهة مطلوب الإشارة إليها باسمها الواضح البين، دون خوف، لا باسم مستتر على غرار «اللى ما يتسماش»! حفظ الله مصر وشعبها السيد على أرضها إلى الأبد.. آمين.