رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

بلغ الانحطاط والإسفاف فى الخطاب الإعلامى الذى تنضح به بعض شاشات التليفزيون حداً من الوقاحة تجاوز بكثير ما يتردد من عبارات فى مجتمع محترفى الإجرام و«ردح» العاهرات.

وإذا كنا نتحدث عن خطورة الخطاب الدينى الذى يحرض على التعصب والعنف، فإن هذا «الخطاب الإعلامى» المنحط والمستفز هو الأكثر خطورة، لأن الكثيرين من الشباب غير المهتمين بالشأن الدينى يتابعون بكل الاهتمام هذا الخطاب الإعلامى سواء صدر عن شخص ينسب نفسه بقوة الأمر الواقع لمهنة الإعلام أو تسرب للمشاهد عبر أحداث أعمال درامية تتنافس فى الانحطاط والإسفاف.

هذا الشاب يرى أن أدعياء الانتساب لمهنة الإعلام هم مثله الأعلى فيحاول تقليدهم لم لا وهم «نجوم» الشاشات التى يتناقل الناس أخبارهم باعتبارهم يملكون نفوذاً قوياً فى دوائر السلطة ويحصلون على الأموال الطائلة التى تمكنهم من الحياة المرفهة، وبنفس القدر يقلد الشباب أبطال الأعمال الدرامية الذين يقدمون نماذج بالغة الشذوذ فى العنف اللفظى والبدنى.

المشكلة ليست فى هذه النماذج التى تمثل «طفحاً» خبيثاً على سطح الإعلام، المشكلة أن الجماهير استقرت فى ضميرها قناعات بأن هذه النماذج المنحطة هى لسان السلطة الحاكمة والمعبرة عنها.

أعرف ويعرف الكثيرون من خبراء الإعلام أن هذا التصور ليس صحيحاً، وأن القيادة السياسية ربما كانت أكثر إحساساً بالضيق و«القرف» من هذه النماذج، لكن المشكلة أن الجماهير العريضة ترى غير ذلك، فهذه الجماهير ترى أن هذه النماذج المنحطة لو شعرت للحظة أن القيادات السياسية تستهجن أسلوبها لتوقفت فوراً عن الإمعان فى هذا الانحطاط.

وأعتقد أن هذه النماذج تمثل الخطر الأكبر على القيادة السياسية لأنها ترسخ لدى الجماهير اقتناعاً بأنها تنطق باسم هذه القيادة، بمنطق أن القيادة لو أنها رفضت هذا الأسلوب لألزمت هذه النماذج بالتوقف فوراً عن الاستمرار فى هذا الأسلوب المنحط.

أنا لا أطالب بإجراء عنيف من القيادة السياسية، ولا بالإيعاز بإبعادهم عن الشاشات، فقط أطالب القيادة السياسية بإعلان موقف واضح يدين هذا الأسلوب.. وأن تستبعد القيادة السياسية دعوة هؤلاء إلى أى لقاء مع الرئيس أو مصاحبة الرئيس فى رحلاته.

هذه الإشارات كفيلة بأن تؤكد للجماهير براءة القيادة السياسية من هذه الأساليب المنحطة.