رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

أحال جهاز حماية المستهلك العديد من البلاغات ضد عشر قنوات فضائية تبث إعلانات عن منتجات غير حاصلة على تراخيص من وزارة الصحة.. وقد أعد الجهاز تقريرًا عن النصف الأول من هذا العام ضد قناة «دوللى» بسبب إعلانها عن منتج للتخسيس.. وكذلك قناة «وسط البلد» لإعلانها عن دواء لعلاج الضعف الجنسى.. وكذلك بلاغ ضد قناة «حلاوة روح» للإعلان عن منتج يساعد على استعادة كثافة الشعر.. وغيرها من القنوات التى تحقق فيها النيابات المختصة.. وقد أكد اللواء عاطف يعقوب، رئيس جهاز حماية المستهلك، أنه ليست لديه سلطة وقف بث الإعلانات المشابهة.. لأن دور الجهاز ينحصر فى الإبلاغ عن الإعلانات للنيابة دون وقفها.

والحقيقة أن ما فعله جهاز حماية المستهلك قد جاء متأخرًا جداً.. فهناك العشرات من القنوات مجهولة الهوية.. وهى قنوات تسطو على الأفلام والمسلسلات بشكل غير قانونى وتقوم بإذاعتها دون أن تملك حقوق الإذاعة.. وتقف إدارة النايل سات عاجزة عن إيقاف إذاعة هذه الأعمال.. فى حين أنها تستطيع وقف البث وإحالة أصحاب تلك القنوات للنيابة.. وأيضًا جهاز حماية المستهلك نراه عاجزًا عن مواجهة مخالفة تلك القنوات، بل إنه عاجز حتى عن حماية المستهلك العادى الذى يقوم بشراء سلعة، ثم يكتشف فسادها أو أنها لا تعمل.. وكل ما يملكه الجهاز هو إنذار البائع لاستعادة سلعته.. وهو الأمر الذى لا يحدث فى الغالب.. ليكون المستهلك ضحية للسلع المغشوشة.

أما القنوات الفضائية التى أصبح بعضها كالوباء.. فإنها لم تكتف بإذاعة إعلانات عن أدوية مجهولة المصدر.. بل إن هناك ما هو أخطر وأسوأ.. فهناك قنوات فضائية تقوم بالإعلان عما يسمى «المعالج الروحانى».. وهم نوعية من الدجالين انتشرت إعلاناتهم فى مثل تلك الفضائيات.. للإعلان عن قدرة بعض المعالجين الروحانيين عن الشفاء من الأمراض أو فك السحر أو جلب الحبيب أو عودة المطلقة إلى طليقها أو علاج العجز الجنسى.. وهناك أسماء صارت شهيرة لمثل أولئك المعالجين الروحانيين الذين يعلنون بقدرتهم الفائقة تلك خلال أيام أو ساعات محدودة.. وبالطبع فإن الإعلان يتضمن تليفونات أولئك المعالجين الروحانيين، لكى يتم الاتصال والتواصل معهم.

وذلك الأمر يشكل جريمة بكل المقاييس.. فمثل ذلك الأمر يندرج فى القانون باعتباره نوعًا من النصب لممارسة الدجل، وعقوبته السجن، ولست أدرى أين إدارة النايل سات من تلك الإعلانات، وكيف لا توقف القنوات التى تقوم ببثها، وكذلك أين دور رجال الشرطة فى مطاردة مثل هؤلاء النصابين وتقديمهم للنيابة بتهمة النصب والدجل والشعوذة، ولكن المثير للدهشة أن أحدًا لا يتحرك أمام هذا الأمر، والأكثر إثارة للدهشة والعجب أن مثل أولئك النصابين والدجالين يجدون من يتصل بهم ويطلب خدماتهم مهما كان الثمن.. وهو ما يعكس ثقافة باتت مترسخة للأسف فى الإيمان بالسحر والدجل لدى الكثيرين.. بدلًا من العمل والسعى والاجتهاد.. فيا لنا من أمة.. ضحكت من «دجلها» الأمم!