عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أفـزعنى ما قرأته مؤخـرًا على شبكة الإنترنت.. وما أفزعنى هو مضمون مقال منسوب إلى إحدى الصحف الأسبوعية منذ شهر تقريبا تحت عنوان: تفاصيل المفاوضات السرية مع الإخوان.. جهة سـيادية تقـود المصالحة مع الجماعة.. تهيئة الـرأى العـام لإصدار عفـو رئاسى عـن «مـرسى والمرشد».

فى هذا المقال يتحدث كاتبه عن تفاصيل اجتماع مغلق فى مقر إحدى الجهات السيادية بين عدد من القيادات الرفيعة فى ذلك الجهاز على حد وصف كاتب المقال واحد رموز التيار الإسلامى المعروف بلعبه دور همزة الوصل بين الجماعات الإسلامية، وكان الموضوع المطروح للنقاش هو إيجاد صيغة مناسبة لعقد مصالحة مع جماعة الإخوان الإرهابية. وأسهب كاتب المقال فى وصف وسرد تفاصيل ذلك الصلح وعرض وجهتى نظر طرفى اللقاء.

وأشار الكاتب إلى أنه تم ترتيب سفر الوسيط إلى تركيا لعقد لقاء مع مجموعة من قيادات الإخوان الهاربة، حيث عرض عليهم المطلوب لإتمام الصفقة والذى يتلخص فى إجراء مراجعات فكرية وفقهية، والاعتراف بشرعية النظام وسحب الإخوان من الشارع وتخفيف الهجوم فى وسائل التواصل الاجتماعى، وكف يد الإخوان عن الإساءة لمصر فى القنوات التليفزيونية التى يسيطرون عليها والكف عن مهاجمة شخص الرئيس والنظام.. وكان الرد الذى تلقاه الوسيط فى ذلك اللقاء أنه سوف يتم الرد عليه خلال أسبوع، وخلال ذلك الأسبوع تمت استضافة الوسيط فى ڤيللا خاصة فى إحدى المدن التركية تحت إشراف ورعاية «رجب طيب أردوغان» نفسه.

وبعد مضى أسبوع كان الرد: إن الاعتراف بشرعية النظام مستحيلة وأن ما يستطيعون تقديمه هو اعتراف ضمنى بشرعية السيسى عبر إعلامهم. ثم وضعوا عدة شروط لإتمام المصالحة على رأسها إصدار براءات تدريجية وأحكام مخففة لكل قيادات الجماعة وعلى رأسهم محمد مرسى ومنحه حق السفر الى قطر أو تركيا، إلى جانب إصدار عفو رئاسى عن 32 ألفًا من المحبوسين على ذمة قضايا أو صدرت أحكام بحقهم.

كما أشار الكاتب إلى اتصالات على جانب من الأهمية تمت بين الوسيط وعدد من أعضاء التنظيم الدولى للإخوان وبعض المسئولين السابقين فى عدد من الدول العربية فضلا عما يتم داخليا لتهيئة الرأى العام لتقبل فكرة المصالحة والإفراج عن «مرسى» و«الشاطر» لأسباب صحية.

وعقب قراءة المقال أكثر من مرة خرجت بقناعة مؤداها أن ما كتبه محرر المقال لا يخرج عن احتمالين لا ثالث لهما.. أولهما أن يكون ما ورد بالمقال من اختراع وبنات أفكار كاتبه فى إطار الترويج لفكرة المصالحة، وثانيهما أن يكون المقال رصدًا لما تم وحدث بالفعل.. وهذا الاحتمال هو ما أفزعنى ودفعنى الى كتابة مقالى هذا.

ومن اقرب طريق... وبدون تنميق أو تزويق للكلمات.. أعتقد أن فكرة المصالحة غير مقبولة من جموع شعبنا العظيم الذى انكوى بنار الإخوان فضلا عن أنها تمهد لعودة تلك الجماعة للمشهد مرة ثانية وهو الأمر الذى يرفضه الشعب جملة وتفصيلا.

ومن هذا المنطلق لن أقوم بالتعليق على تفاصيل المفاوضات أو مناقشة الشروط التى وضعتها تلك الجماعة الإرهابية على أمل أن يكون ذلك كله لا أساس له من الواقع وأن الأمر لا يعدو أن يكون ترهات من صنع خيال محرر المقال فى إطار الحملة المسعورة للترويج لفكرة المصالحة.. وأقول لكل من يعزف تلك النغمة... عشم إبليس فى الجنة.

مساعد وزير الداخلية الأسبق