رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

يبدو أن حكاوى الفساد التى نسمعها كل يوم أصبحت روتيناً يومياً.. ولم نعد نتعجب منها لأن الفاسدين لديهم قدرة على تبرير فسادهم بل والدفاع عنه.. وتسخير منابرهم للظهور كأنهم ضحايا.. والتلاعب فى أرقام وحجم الفساد أصبح محل خلاف كبير حتى بين أجهزة الدولة المختلفة.

وأولى حكايات الفساد بطلته الحكومة التى أعلنت أنها احتلت المرتبة الرابعة والثمانين فى تقرير لمنظمة الشفافية الدولية.. وللأسف المنظمة لم تصدر أى تقارير إلا التقرير السنوى، وكان فى اليوم العالمى لمكافحة الفساد فى 9 ديسمبر الماضى ومصر احتلت المرتبة 88 مكرر.

رغم تحفظى على آلية عمل منظمة الشفافية والمعايير التى تقيس بها حجم الفساد فإن الحكومة تعتمد على تقرير منظمه ترفض أن تعمل فى مصر وعطلت عدة أنشطة لها منها المؤتمر الذى كانت ستعلن فيه هذا التقرير الذى أشار إلى تقدم مصر 6 درجات عن عام 2014.

ومن حكايات الفساد.. تضارب الأرقام بين الجهات الرسمية والجدل بين وزارة التموين وبين لجنة تقصى الحقائق فى البرلمان حول قضية التلاعب فى صوامع القمح فوزارة التموين التى فجرت القضية ووزيرها يخوض حربا ضد مافيا الفساد أعلنت أن نسبة الفساد فى قضية صوامع القمح لا  تتجاوز 4% فى حين لجنة تقصى الحقائق البرلمانية تقول إن هذه النسبة متدنية بالنسبة للحقيقة، فى المقابل مافيا الصوامع أعلنت الحرب على الوزير تحت عين وبصر الحكومة التى التزمت الصمت وكأنها تبارك هذه الحملة ضد الوزير وننتظر من النيابة العامة أن تعلن حجم الفساد فى هذه القضية.

ومن حكايات الفساد أيضاً استخدام السينما فى عمليات غسيل الأموال فالزملاء من الصحفيين المتخصصين فى شئون السينما يحكون عن شركات إنتاج فنى تقوم بإنتاج أفلام سينمائية بملايين الجنيهات وتخسر ولا يشاهدها أحد وتصر هذه الشركات رغم الخسائر على الاستمرار فى الإنتاج واصطناع مسندات تقول إنهم حققوا أرباحاً وغالبا هذه الأفلام من النوعية الرديئة.. ويرون أن هذه الشركات تقوم بعمليات غسيل أموال منظمة لأفراد وجماعات داخل مصر وخارجها بل وتتردد أسماء مسئولين سابقين عرب ومصريين فى هذه العملية .

ومن الحكاوى أيضا فقد شاهدها محبو كرة القدم وهى فضيحة منتخب مصر تحت 16 سنة الذى لقى هزيمة من منتخب إثيوبيا، ففى هذا المنتخب 6 من أعضاء الفريق من أبناء لاعبين ومدربين ونجل رجل أعمال وقريب عضوى مجلس اتحاد الكرة المنحل.. وهذا المنتخب لم يصمد أمام المنتخب الإثيوبى الضعيف إلا نصف ساعة فقط وعلمت أنه خاض 13 مباراة ودية تكلفت 5 ملايين جنيه.. فمن يحاسب من اختار هؤلاء اللاعبين لتمثيل مصر.. هل اتحاد الكرة المنحل أم المدير الفنى الذى أراد مجاملة زملائه القدامى.. أم أن منظومة الفساد الرياضى أصبحت هى الغالبة فى جميع الأندية الرياضية.. فالمواهب الحقيقية التى تنتشر فى ريف مصر ومدنها تقتل بسبب الهدايا التى تقدم للمدربين.. وبسبب التمارين الخاصة.. وبسبب انعدام الضمير المهنى فى كل أندية مصر تقريبا.

فهذه الأموال التى تم صرفها  على هذا الغريق كان الأولى بها إقامة مدرسة.. أو مستشفى فى مدينة من مدن الصعيد المحروم من كل الخدمات والتى ما زالت شعارات تنمية الصعيد حبراً على ورق.