عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدون نفاق

ألهمنى أحد المسلسلات الرمضانية بموضوع هذا المقال. ماذا لو كان إبليس قادراً على التشبه بالناس، وأن يسعى بينهم ليُفشى الفساد والخراب والفُرقة، وأن يخدعهم إلى طريق الهاوية وهم غافلون يتصورون أنه ناصحهم الأمين، بينما هو يسعى لخرابهم ودمارهم! ماذا لو كتب إبليس رسالة إلى الرئيس –أى رئيس وفى أى دولة– فماذا سوف يقول له؟ بعد ديباجة التحيات والاحترامات والحرص على مصلحة الأوطان وإنكار الذات، سيقول:

- ثق بنفسك وتفكيرك فقط دون الآخرين. وإذا اضطرتك الظروف إلى أصطناع الشورى أو الديمقراطية فأفعل ذلك شكلياّ وأعمل على أفشال عمل أصحاب الشورى وضَع العراقيل أمامهم حتى يفشلوا وتصبح أنت المُنجز الأوحد.

– قَرب إليك قادة الجيوش وكبار الكهنة، فهُم أهم أدوات حُكمك، ولكن غًيرهم على فترات قريبة كلما ظهرت أنيابهم أو شعبيتهم، وازرع بذور الفرقة بينهم، فإن توافقهم ضد مصالحك.

– اختر معاونيك والعاملين معك من بين من تثق فى ولائهم التام والكامل لك، الذين سيطيعونك وينفذون توجيهاتك وأوامرك دون سؤال أو إبداء رأى أو اعتراض. هؤلاء هم المخلصون للوطن حقاّ دون غيرهم.

 – احرص على أن توٌلى القضاء المخلصين لك من أبناء الوطن، الذين يحرصون على جعل القضاء أداة لتحقيق مصالح الوطن التى تراها وحدك برؤيتك الثاقبة وتفكيرك المُلهم حتى تأتى أحكامهم متوافقة مع رؤيتك لما يجب أن يكون.

– احرص على مجاملة الشرطة من حين إلى حين، وإن استطعت أن تفعل فى الخفاء، زودهم بعتاد يعينهم على قمع معارضيك من أعداء الوطن. زودهم بعتاد قريب من عتاد الجيش حتى يكون التوازن المطلوب وحتى ينتصروا لك وينصروك إن وقعت الفأس فى الرأس.

 – استعن بمن يقدر أن ينسب اليك كل إنجاز –حتى إن كان لا يد لك فيه- وأن ينفى عنك كل إخفاق وفشل

– حتى لو كان من صنعك وحدك. واجعلهم يخلقون المشاكل والأزمات التى تجعل الشعب فى معاناة وإرهاق مستمر فى حياتهم اليومية.

 – خالط البسطاء فى جولاتك وزياراتك، فهم سيصدقون كل ما تقوله دون مساءلة، وألق لهم بالفتات مما تقدر عليه، فهم يرضون بالقليل، ويعشقون الطبل والزمر لأى عاط أو عطية.

 – أبعد عنك العلماء وأصحاب الفكر والرأى، فإنهم يرون أنفسهم أقراناً لك –والعياذ بالله– وهم فى ضلالهم يعتقدون أنهم على نُصحك قادرون – أستغفر الله!

- التعليم هو طريق الهلاك للأمم. فاحرص على فساد منظومته، وتفاهة مقرراته. ولضمان ولاء مدرسية أطلق يدهم فى الدروس والتعليم الموازى دون مساءلة. أبعد عنهم وعن مراكزهم جباة الضرائب مهما بلغت الملايين التى يجنونها حتى تروج تجارتهم التى تخدم مصالحك أولاً وأخيراً.

– غُض البصر عن تجار المخدرات ومتعاطوها، فإن عملهم يخدم نظام الحُكم بجعل نسبة كبيرة من الشعب مغيًبة لا يعنيها إلا الحصول على الجرعة. بل إن تجار المخدرات يمكن الاعتماد عليهم فى تمويل بعض مشروعاتك الوطنية إذا لزم الأمر.

– تذًكر دائماّ أن حكم شعب فقير، جاهل، أعزل، مريض، مسطول، طائفى، أسهل بكثير من حكم شعب غنّى، متعلم، مٌسلح، صحى، منتبة، مُتحد.

وختاماً تأكد أننى لك ناصحٌ مخلصٌ أمينٌ! توقيع «إبليس».