رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدون نفاق

خص الله تعالى مصر - المحروسة سابقاً - بخصائص متفردة جغرافياً جعلتها بالفعل كنانة الله فى أرضه، يحسدها عليها شعوب وأمم العالم أجمع قديماً وحديثاً. ومن تلك الخصائص هذه المجموعة من البحيرات الطبيعية الرائعة والشاسعة الغنية بالثروات والكنوز. ففى شمال مصر تجد البردويل والمنزلة والبرلس وإدكو ومريوط. وفى الغرب تجد قارون. وفى الشرق تجد التمساح والمُرة الكبرى والمُرة الصغرى. بحيرات عظمى حقاً ذات طبيعة متجددة ومياه متنوعة جعلتها غنية بأنواع مختلفة من الأسماك وثمار البحر. تآكل الموت الفاخر من بحيرات الشرق، وتأكل سمك موسى والجمبرى من قارون. أما بحيرات الشمال فحدث ولا حرج! وكانت المدن الصغيرة والقرى المحيطة بتلك البحيرات مثل خلايا النحل من حيث العمل والنشاط فى مهنة الصيد وما يرتبط بها من صناعة السفن والشباك وفى التصنيع السمكى والأسماك المحفوظة. إلا أنه مع بداية حركة التأميمات فى عام 1960 وسياسة التنكيل بالقطاع الخاص فى مصر استولت الدولة الاشتراكية على صناعة صيد الأسماك وصادرت جميع أدوات الإنتاج، حتى فلايك الصيد الصغيرة، وتم تجميعها فيما عُرف بـجمعيات الصيادين والتى سرعان ما أصبحت نهيبة حكومية للفاسدين واللصوص! وجاءت سنوات النكسة بعد 1967 وما جلبته على مصر من إهمال ولا مبالاة فى كل شيء، فأُهملت بحيرات مصر وتوقف تطهيرها وصيانتها بل أصبحت مستقراً للصرف الزراعى والصرف الصحى أيضاً! وتراجع الإنتاج السمكى من البحيرات كماً وكيفاً تراجعاً متوالياً عاماً بعد عام حتى أصبح اليوم لا يصل إلى 10% مما كان عليه الإنتاج عام 1950. وأصبحنا نستورد الأسماك بصورة مخجلة ونحن الذين نمتلك كل هذه البحيرات ومعها بحيرة السد العالى وبحيرات وادى الريّان الآن. أن حال بحيراتنا يعكس ويفسر المراكز المتدنية التى وصلنا إليها بين دول العالم فى الشفافية ومكافحة الفساد وحقوق الإنسان والحفاظ على البيئة، ويعكس أيضاً المركز الأول بين دول العالم فى إضاعة الفرص والذى تحتكره مصر منذ عام 1952 وحتى الآن دون منافس! إن بحيرات مصر هى من أهم كنوزها وحسناً فعل الرئيس السيسى عندما قرر إحياء هذه البحيرات بمشروعات كبرى لإنتاج الثروة السمكية وإنشاء صناعات غذائية تقوم عليها. وأرجو أن يكون للتنمية السياحية أيضاً نصيب فى بحيراتنا الكبرى. أن نظرة بسيطة لما تقيمه الدول الأخرى من منتجعات حول بحيراتها تجعلنا نتحسر على حال بحيراتنا التى تفيض بجمال الطبيعة ومناخ رائع لا مثيل له. والأمل أن يتبدل الوضع الحالى المؤسف لبحيراتنا إلى حال مُفرح على أيدى أبناء مصر المخلصين.