عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

وجه البابا تواضروس رسالة غاضبة إلى بعض أقباط المهجر الذين كانوا ينوون التظاهر أمام البيت الأبيض الأمريكى لمنع هذه التظاهرة، وبالرغم من الرسالة التى دعت هؤلاء لعدم التظاهر بسبب أنها قد تضر مصر، وتسبب إحراجاً مع المسئولين فى مصر، وأنها تشوه مصر، وبالرغم من تلك الرسالة فإن منظمى المظاهرة لم يلتفتوا إليها.. وأقاموا المظاهرة التى لم تتعد عشرات الأشخاص ولا تصل لمائة متظاهر بأى حال من الأحوال!

وفى ظنى أن من قاموا بتلك المظاهرة لم يلتفتوا إلى رسالة البابا الغاضبة، لأن ما كان يصلح قبل عشر سنوات لم يعد يصلح الآن.. وإذا كان البابا قبل عشر سنوات يستطيع مباركة أو منع تلك التظاهرات فى أمريكا أو أوروبا.. فالأمور قد تغيرت الآن، ولم يعد البابا هو رئيس دولة الأقباط فى الداخل أو الخارج، وحتى لو نوى بعض الأقباط مظاهرة فى الداخل، أى فى مصر، ضد أى سياسة حكومية أو ضد بعض مظاهر الاضطهاد الدينى، فليس فى استطاعة البابا أن يمنع تلك المظاهرة ولن يجد من يستجيب له.

فقد تغيرت الأفكار بعد ثورة 25 يناير.. وصار الأقباط يشاركون فى أغلب النواحى السياسية والاجتماعية.. وقد عادوا للتقوقع داخل الكنيسة ليتحدث البابا والكنيسة باسمهم، أقول إن ذلك الفكر قد تغير، وهناك كثيرون الآن داخل مصر يعارضون الكنيسة والبابا وينتقدون الكثير من تصرفات رأس الكنيسة.

هذا من ناحية ومن ناحية أخرى إذا كان حق التظاهر وإبداء الرأى المعارض حقاً مكفولاً بحكم القانون والدستور فى مصر، لا يستثنى منه أحد، فكيف يمكن أن توجه رسالة للبعض فى الخارج بألا يتظاهروا وهم فى بلاد تعتبر التظاهر جزءا من ثقافة الحرية التى يعيشونها فى مجتمعاتهم؟

وإذا كان البابا قد طالب أقباط المهجر بمنع التظاهر أمام البيت الأبيض، فإنه فى نفس الوقت لم يرفض الدعوة التى أطلقها مجموعة «مصريون ضد التمييز الدينى» والمقرر فيها تنظيم وقفة احتجاجية يوم 13 أغسطس أمام مكتب النائب العام بسبب ما أسموه تصاعد الأحداث الطائفية فى الفترة الأخيرة فى عدد من المحافظات خاصة فى محافظة المنيا، وهو نفس السبب الذى أقام من أجله بعض قليل من أقباط المهجر مظاهراتهم.

أليس من حق أقباط المهجر تسجيل اعتراضهم أيضاً على ما يرونه من تصاعد الأحداث الطائفية فى مصر؟

وأندهش من أن تظاهر ما يقل عن مائة قبطى فى أمريكا يمكن أن يغضب الدولة والكنيسة إلى هذا الحد، فهؤلاء المائة لا يعبرون لا عن أقباط المهجر الذين يصل عددهم إلى الملايين، وحتى لو أقاموا مائة مظاهرة فى الخارج، فهى ليست دعوة تحريضية لأنه لا أمريكا ولا الغرب بأكمله يقلقه ما يحدث لأقباط مصر ولا مسيحيى سوريا أو العراق الذين قتلت داعش الآلاف منهم، وذبحت رجالهم وأسرت نساءهم وباعتهم فى أسواق العبيد الجديدة.

ولا أعنى بما أقول إننى أؤيد التظاهرة الأخيرة لبعض الأقباط أمام البيت الأبيض، وكان يجب على هؤلاء البعض إذا أرادوا إعلان غضبهم واعتراضهم، أن يقيموا مظاهرتهم أمام أو داخل إحدى الكنائس القبطية فى أمريكا، لتكون تظاهرتهم مصرية خالصة، لا شبهة فيها باستعداء الغرب على مصر، وحتى لا يتهموا بالتخوين.