رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رحل عن عالمنا د. أحمد زويل الذي أنجزالكثير للإنسانية والتي ستتذكره بنظرياته وكشوفه التي سجلت باسمه لتعيش عبر التاريخ.. ولكن هل من المعقول ألا يحزن كل المصريين على رحيله المفاجئ عن عالمنا؟ هل من المعقول الا تنفجر مواقع التواصل الاجتماعي بكلمات الحزن والرثاء لهذا العالم المصري العالمي؟

نعم ممكن.. وحدث بالفعل؟ لماذا؟ لأن د. زويل أنجر بشكل أو بآخر لعالم السياسة خارج محراب العلم، فأصبح كل من خالفه الرأي ناقما عليه وعلى اكتشافاته وصار تتبع أخباره دارجا كنجوم السياسة والفن وكرة القدم.. أصبحت تحركاته مرصودة وتناقلت الصحف والمواقع أخبار سفره واجتماعاته مصحوبة بآرائه السياسية سواء تلك التي صدرت في نفس اليوم أو عن طريق اجترارها من الماضي، فانقسم المجتمع حوله حين لا يصح الانقسام فيما يخص العلماء..

إنها السياسة الملعونة في كل زمان ومكان وخاصة في زمننا هذا وفي بلداننا هذه.. ربما أخطأ الرجل في بعض المواقف وربما أصاب.. قد يكون طموحه لإنشاء مدينة علمية  أو علاقاته الإقليمية أسبابا لانقلاب كثير من المصريين عليه، ولكن هذه المواقف ما كان لها أن تتخطى عند انتقاد الآراء لو لم تعجبنا فتمتد لتصبح انقلابا كاملا على شخصه وفكره وعبقريته وانتمائه لبلده..

على عكس كل من يكتبون كلمات الرثاء في الدكتور زويل، فأنا لم التقيه قط ولم أتحدث اليه، ولكنني أعلم قيمته كعالم قدم خدمات جليلة للإنسانية من خلال أبحاثه مع رفاقه الذين كان يفتخر دوما أنهم فريق حققوا سويا الإنجازات العلمية.. علينا جميعا كمصريين أن نشعر بالحزن لأننا فقدنا رمزا يجب أن نفتخر به.. على كل بسطاء مصر أن يذرفوا دمعة على نموذج لشاب مصري كافح واجتهد رغم الظروف حتى وصل لمكانته العالمية.. على كل بني الإنسان أن يشعروا بأنهم فقدوا شخصا لو كان الله مد في عمره لربما كان قدم كشفا أو بحثا جديدا يفيد البشر في الحاضر والمستقبل..

د. زويل شعر بالندم أنه دخل بقدميه مستنقع السياسة حتى، ولو منتسبا، وربما راوده الندم على قراره بناء مدينة علمية تحمل اسمه فأدخلته قسم الشرطة لأول مرة في حياته.. لا يمكن أن نختزل تاريخ إنسان في بضعة آراء سياسية، ولكن مع رحيل العظماء – ود. أحمد زويل منهم –علينا أن ندرس سيرتهم الذاتية لنتعلم منها بعد أن ندعو لهم بالرحمة والمغفرة.. رحم الله د. أحمد زويل وغفر له..