رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدون نفاق

مساء الإثنين الماضى بثت قناة ناشيونال جيوجرافيك برنامجا وثائقيا عن نهر النيل العظيم. وجاء الجزء الأول عن منابع النيل فى هضبة الحبشة فى أثيوبيا ليقدم للمشاهد معلومات غزيرة مهمة مقرونة بتصوير رائع عن بدايات نهر النيل ومسالكه، حتى يصل الى بحيرة تانا، ثم خروجه منها فيما يعرف بالنيل الأزرق الذى ينحدر بشدة من أعالى الهضبة الى الوديان المنخفضة عبر مجموعة من الشلالات الشاهقة! ومن بين هذه المعلومات أن سرعة اندفاع مياه النيل الأزرق من فوق هضبة الحبشة يملأ النهر سنويا بمائة وأربعين مليون طن من الطمى الأحمر شديد الخصوبة والغنى بجميع عناصر تقوية وإثراء التربة التى يمكن تصورها، وأن هذا الطمى المتراكم على مدى آلاف السنين هو الذى صنع وادى النيل الخصيب فى السودان ومصر، وهو السبب الأول فى نشأة وازدهار الحضارة فى البلدين. ثم راح البرنامج يبين كيف أن إنشاء السد العالى عند أسوان قد منع التدفق السنوى للطمى الى مصر، موضحاً التدهور الكبير الذى أصاب التربة الزراعية فى مصر وظاهرة التصحر التى تتزايد فيها 140 مليون طن من الطمى الغرين، كانت تضاف سنوياً الى التربة الزراعية المصرية لتجددها وتقويها وتثريها بالعناصر التى تعينها على تحقيق أعلى معدلات الإنتاج الزراعى. ورغم أن بناء السد العالى كان ضرورة حتمية لمصر وأمانها المائى إلا أنه لا بد من إيجاد وسيلة للاستفادة من ايراد النهر من الطمى وتحويله الى مجرى النهر ثم الدلتا ليتم تجديد خصوبة التربة سنويا. على المسئولين والعلماء والباحثين فى وزارتى الرى والزراعة ابتكار الوسائل والمعدات التى تنقل الطمى المتراكم أمام السد العالى فى بحيرة ناصر الى المجرى وبالطاقة السنوية المحسوبة، أى 140 مليون طن. كذلك أوضح البرنامج كيف أن نهر النيل الأبيض الذى ينبع من هضبة البحيرات العظمى فى تنزانيا وأوغندا تذهب 70% من مياهه سدى الى مستنقعات ولا يستفيد منها أحد وذلك بسبب سوء إدارة النيل الأبيض وتقاعس السودان ومصر عن تنفيذ مشروعات الرى التى يمكن أن تنهى الفاقد الرهيب المهدر من المياه. الآن أقول يا 140 مليون خسارة، وأتمنى ألا تصل بنا الأمور لنقول يا 140 مليون ندامة!