رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

عندما يصرخ أردوجان ليلة الجمعة الماضية مطالباً الشعب التركى بمواصلة المظاهرات فى الشوارع من أجل صون الديمقراطية... ردد هذا الصراخ بن على يلدريم... وشاركه عمر تشليك وزير الشئون الأوروبية... هذا الفزع المستمر الذى يحياه أردوغان وحزبه العدالة والتنمية هو رد الفعل الطبيعى لما حدث يوم الجمعة قبل الماضية مما قيل عنه انقلاب عسكرى وهو فى حقيقته احتراب وصراع مسلح داخل الفصيل الواحد لتيار الدين السياسى فى تركيا... وبالطبع كان جولن الأب الروحى لتيار الدين السياسى هو المتهم الأول كما ورد على لسان أردوغان نفسه.

* ويوم السبت أوقفت السلطات التركية أحد كبار مساعدى جولن وهو هايلز هانجى وهو فى نفس الوقت صهر اكين أوزتورك قائد سلاح الجو المحتجز فى أنقرة... فكبار القادة ورؤساء الجيوش تم تصعيدهم من قبل أردوغان من المنتمين والعاطفين على تياره السياسى... وجدير بالذكر أن يلدريم رئيس الوزراء أعلن فى نفس اليوم حل الحزب الرئاسى الذى تم اعتقال 290 من أفراده وبالطبع فإن هذا الحرس لم يكن إلا من أبناء تيار الدين السياسى.

* ما أن شرعت فى اتخاذ خطوات جادة للانضمام للاتحاد الأوروبى بالالتزام بمعايير كوبنهاجن فكانت التقارير الأوروبية تركز على الدور البالغ الذى يلعبه الجيش من خلال المجلس الأمنى الوطنى وذلك فى أواخر التسعينيات... جرى تعديل دستورى فى «10-2001» شمل «37» مادة منها المادة «18» الخاصة بمجلس الأمن الوطنى فوسعت مشاركة المدنيين وجعلت قراراته غير ملزمة لمجلس الوزراء.

* وصل أردوغان للحكم فى 2002 معلناً التزامه بدخول الاتحاد الأوروبى بما يعنى الالتزام بمعايير كوبنهاجن فاستصدرت الحكومة حزمة من القوانين أصبح مجلس الأمن الوطنى هيئة استشارية مما قلص دور المؤسسة العسكرية... فى يونيه 2007 اكتشفت الشرطة أسلحة مخبأة لدى أحد الضباط قادت إلى الكشف عن قضية أرجنكون وعلى أثرها تم اعتقال شبكة كبيرة من الضباط ووصل الأمر إلى اعتقال قائد الأركان باشيوغ واستمرت محاكمات الضباط إلى يونيه 2013 وصدرت أحكام بالسجن... وكذا أثيرت فى 2010 قضية انقلاب المطرقة تم على أثره اعتقال أعداد كبيرة من الضباط والجنرالات وصدرت بحقهم أحكام فى يونيه 2012... فى 2014 صدرت أحكام بالإفراج لعدم ثبوت الأدلة فى ظل مؤامرة كبيرة محكمة وكان من أكبر آثارها تغيير هوية الجيش حيث أصبح مؤسسة تنفيذية تابعة للسلطة... وكذلك فى 2011 احتج قائد الجيش كوستير على تأخير ترقيات فاستقال هو وقادة القوات البرية والبحرية والجوية وعلى أثرها قام أردوغان بتعيينات جديدة لرجالاته ومنهم أوزتوك المتهم حالياً فى الانقلاب الأخير.

* ببساطة لقد تم تجريد الجيش التركى المحافظين على علمانية الدولة وخلفاء كنعان إيفرين بإغراقهم فى مؤامرات أرجينكون والمطرقة أو بالاستقالة... وعليه فليس مفهوماً ذلك الضجيج الذى أطلقه الإخوان ومن لف لفهم عن انقلاب عسكرى هو فى حقيقته صراع مسلح بين أبناء الفصيل الواحد وتلك هى المسارات الطبيعية لتيارات الفاشية الدينية... ولعل فزع أردوغان ورجالاته ليس خوفاً على مستقبل بلادهم بل هو ذعر فى فقد السيطرة والتحكم وهذا ما يفسر قرارات الاعتقال العشوائى وإغلاق «1200» مدرسة و«15» جامعة وتوقيف قرار «60» ألف شخص وتمديد الاحتجاز لثلاثين يوماً وإغلاق «1250» جمعية ومؤسسة و«19» نقابة.