رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

شعاع

 

 

إذا الشّعبُ يَوْمَاً أرَادَ الْحَيَـاةَ.. فلابدّ أن يستجيب القدرْ.. ولابُـدَّ لِلَّيـْلِ أنْ يَنْجَلِى.. وَلابُدَّ للقَيْدِ أَنْ يَـنْكَسِر.. وَمَنْ لَمْ يُعَانِقْهُ شَوْقُ الْحَيَاة.. تَبَخَّـرَ في جَوِّهَـا وَانْدَثَـر

كلمات خالدة نظمها الشاعر التونسى القدير أبوالقاسم الشابى 1933، وتُعدّ من أشهر القصائد فى الشعر العربى الحديث. واستُخدمت أبيات من القصيدة فى النشيد الوطنى التونسى، ونتذكرها دائماً عندما تقوم الشعوب وتعلن كلمتها، وتجبر الجميع على احترام إرادتها، وتنفيذ أوامرها، برضاء أو غير رضاء، المهم أن هناك إرادة للحياة، ما زالت موجودة فى كل الشعوب، وآخر نموذج لذلك، الشعب التركى العظيم، الذى قال كلمته، وحافظ على اختياره، ووقف بصلابة ضد من أراد أن يفرض أو يشطب تلك الإرادة.

مهما اختلفنا فى الرأى حول اختيارات أى شعب، إلا أنه من المحتم علينا أن نحترم ذلك الاختيار، وربما يكون هذا بيت القصيد فى الملف التركى، رأيت من يعارض نزول الشعب التركى للحفاظ على اختياراته السابقة، ربما لمجرد أن ذلك لا يتناسب مع رغبة البعض عندنا، وكأن عدداً من الناس، يسير بطريقة السمع والطاعة وفقاً لرغبة أولى الأمر، وأرى أن ذلك لا يناسب إنساناً، أكرمه الله بنعمة العقل والحكمة، ولا يرغب فى استغلالها.

أزعم بأنه إذا انقلب الشعب على الظلم والفساد، فلا معقب له، ولا تعليق عليه، كلمة الشعوب مثل حكم القضاء تماماً، لا تهان، ولا يسخر منها، ولكن تحترم وتنفذ، أما إذا انقلبت فئة من الشعب، غالباً ما يكون لها مصلحة خاصة بها، ولذلك يوجد فرق شاسع بأن يقول كل الشعب كلمته، وبين أن تقول فئة كلمتها، ولذلك عندما يسمع أى حاكم، يبغي إقامة العدل لنصائح من حكماء الأمة، يتأكد بأنه خادم للشعب، وليس العكس!، وألا ينسى الشعب الذى جاء به إلى سدة الحكم، وأن يعلم أن الشعب رقيب عليه، وقبل ذلك الله عز وجل، وبعد ذلك حكم التاريخ، من يراعي ذلك لصار حاكماً، نراه مقبولاً، اللهم ارزق شعب مصر الرؤية والبصيرة، واجعله واعياً لحقوقه وواجباته، وانزع منه المنافقين والأفاقين والطبالين والزمارين، اللهم ارزق من يتولى أمر المصريين البطانة الصالحة، واملأ قلب الحكام بالرحمة على الفقراء والمساكين من أبناء الشعب، وابعد عنه مستشارى السوء، وشلل الفساد والمحسوبية.