رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

فى الوقت الذى تتبارى الفضائيات فى تبنى حملة ( مصري وافتخر ) و الاعلانات الموجه بضرورة شراء المنتج المصري واحترام كل ما هو وطني وتدعو الشباب إلى رفض  حالة الانبهار بكل ما هو اجنبي والى الارتباط بالوطن ،  يطل علينا رئيس الوزراء بدعوته إلى التوسع فى المدارس التى تقوم بتدريس مناهج أجنبية ، حيث  أكد سيادته  على حرصه التام للحفاظ على نجاح تجربة مدارس النيل الدولية كنموذج مهم ضمن إطار الخدمات التعليمية التى تقدمها الحكومة، وتقييم تلك التجربة لتتمكن من أداء دورها فى تقديم مستوى تعليمى متميز يخدم أبناء المصريين كافة، ويتيح لهم الحصول على شهادة معتمدة تؤهلهم للالتحاق بأفضل الجامعات المصرية والعالمية. وهذه شهادة ضمنية بتدني مستوى التعليم القومى وعدم وجود ثقة واحترام للشهادات المصرية . ودعوة واضاحة لتعليم ابناءً تعليما اجنبيا ً، كما يعتبر دعماًلرؤية حكومة نظيف ولجنة سياسات جمال مبارك للتعليم ، فبدلا عن توفير الحد الادنى من الجودة فى المدارس الحكومية ، سلكت الوزارة أسهل الطرق وهو استيراد نظام تعليمى جاهز بل وضعت الخطط المستقبلية من أجل التوسع فى هذا النوع على اعتبار أنه تعليم المستقبل لأبناء الوطنفمدارس النيل تابعة " لصندوق تطوير التعليم” الذي من المفترض أنه كان  يهدف عند انشاءه إلى تقديم المساندة والدعم المالي للمشروعات التي تساهم في خدمة العملية التعليمية،وتطوير التعليم الحكومي٬ ولكن النظام فى ذلك الوقت ترك النظام التعليمىالقائم كما هو بعيوبه ومشكلاته وسعى إلى ٬ايجاد تعليم مُوازٍ تحظى فيه أعداد قليلة من أبناء الصفوة بتعليم حقيقى يتميز بالجودة، ويؤهلهم لأفضل الجامعات ودخول سوق العمل والحصول على الوظائف المرموقة، فيما يسمى”مدارس النيل”وهى مدارس  لا تدرس مناهج مصرية، بل تعتمد على تدريس المناهج الأجنبية . ويعد  هذا تناقض مع توجهات الدولةفى تدعيم كل ما هو وطنى، ودستورها (2014 ) الذى ينص على أن من أهم أهداف التعليم  " بناء الشخصية المصرية، والحفاظ على الهوية الوطنية" ، ولن أتحدث هنا عن مجانية التعليم التى كفلها الدستور وكيف تكون هذه المدارس خدمة متاحة للمصريين كافة ومصاريفها تتراوح بين (  8 إلى 13 الف جنيها مصريا لاغير فى السنة )، ولكن سوف اتناول الجانب التربوى والتعليمى لهذه المدارس من منطلق بعض المسلمات التربوية التى تشير إلى أن التعليم يلعب دورا رئيسيا فى  دمج الفرد مع مجتمعه, أو وسطه البيئي متشربا بعقيدته وقيمه سالكا عاداته متكلما لغته ومتكيفا مع أعرافه ونظمه, وإذا لم يحقق  النظام التعليميى هذا الهدف يعتبره التربويين نظاما فاشل حتي وإن كان لأعظم دول العالم وأكثرها تقدماً, فكل مجتمع يحتاج إلي أفراد بمواصفات تختلف عن أي مجتمع اخر , وهذا يعني أن أي تطوير للنظام التعليمي يجب أن يأتي من متغيرات وظروف المجتمع وانطلاقا من ثوابته,و إنه ليس هناك تعليم متطور وجيد وتعليم متخلف بل هناك تعليم مناسب للمجتمع واهدافه وقيمه وتعليم غير مناسب . وهذا هو الفرق بين أهداف  التعليم الوطنى وأهداف التعليم الأجنبي .

  ولذلك فانا اريد أن اطلع على  الدراسات التى اعتمد عليها سيادة رئيس الوزراء  للتوسع فى هذا النوع من التعليم ، أو من الذى اقنع سيادته أن التطوير يأتي من خلال الاعتماد على  نظم تعليمية أجنبية مستوردة .وإذا كان استيراد النظم التعليمية الأجنبية هو الحل فما الداعي لكل مراكز البحوث ولجان وضع الخطط الاستراتيجية ،والاموال التى يتم صرفها على تطوير التعليم .

 

  ولا اعرف مدى علم سيادة رئيس الوزراء الفرق بين التعليم القومى والتعليم الأجنبي الذى تمثله مدارس النيل ( الذى تتبنى مناهج اجنبيةبالإضافة إلى اللغة العربية كلغة ثانية ودراسات اجتماعية لا تدخل فى المجموع )  ، وهل أطلع  سيادته أو احد من مستشاريه على البحوث التى اجريت فى مصر عن مخاطر التعليم الأجنبي على الهوية الثقافية ،وتحذير التربويين من خطورة تعدد الأنظمة التعليمية الأجنبية, والتي تمثل بيئة دخيلة علي المجتمع المصري مما يؤدي بالتبعية إلي وجود انماط ثقافية مشوهة.

إيها السادة المسئولين عن هذا الوطن نفيدكم علماً أن : المواطنة والانتماء لا تكتسب بالإعلانات والبرامج الموجه ، المواطنة  سلوك مكتسب  يتطلب الالتزام والوضوح السياسي ، والاتساق فى اتخاذ القرار ، فلا يجوز أن تدعوني لشراء المصرى وتسخر من انبهاري بكل ما هو اجنبي ،  وانت لاتثق فى نظامك التعليميالمصري ولا تحترمه ولا تخفى انبهارك بنظام تعليم أجنيي اعدت مقرراتهفى انجلترا وتثق فى مخرجاته وتسهل له كل العقباتوتعمل على التوسع فيه  . وأن نجاح  أهداف أي نظام  تعليمى لا يمكن أن يتحقق منفصلا عن تعليم المواطنة ومن اجل المواطنة ، أن التعليم نظاما لا يمكن أن يفصل نفسه عن النظام السياسي مما يعتبر ضروريا لتكوين المواطنة .

إيها السادة يجب أن تعلموا " أن فى الاطفال توجد المادة الخام للمواطن الصالح وايضاً المادة الخام للمجرم أو الخارج على القانون أو اللامنتمى  . يتوقف هذا على التربية التى يتلقاها من مؤسسات المجتمع والنظام التعليمي ،  أيأن نوع المواطن الذى نعمل على توجيهه فى مدارسنا يتوقف على نوع المجتمع الذى نرغب فى تنظيمه والذى نعد المواطن لأن يكون عضوا فيه .

ولا اجد سوى كلمات طة حسين  عن أهمية النظام التعليمى فى تنمية الهوية الثقافية (  أن التعليم هو ايسر وسيلة فى يد الدولة لتكوين الوحدة الوطنية، كما يقول أن من سوء الحظ أن يكون التعليم الأجنبي انفع واغنى من التعليم المصري الرسمي ) مستقبل الثقافة 1937 .