رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

يوماً بعد يوم يكشف تنظيم داعش أوجه إرهابه المتنوّعة والمميتة. فالأهداف المنتقاة مرافق عامة، مثل ملعب كرة قدم وصالون ،حفلات ،وشوارع مكتظة. أدت هذه الهجمات الإرهابية الى سقوط أرواح وفقدان الشعور بالأمن ،وما حدث فى السعودية وقبله فى تركيا عن طريق شن هجوم انتحاري على مطار اسطنبول الأساسي، وفي بنجلاديش، بقتل مجموعة متطرّفة محليّة معلنة ولاءها لداعش رواد أحد المطاعم .وفي بغداد بالتفجير الذي ذهب ضحيّته أكثر من 140 شخصاً. خير دليل على أنّ داعش، يتحوّل إلى نسخة أكبر وأكثر تطوّراً من تنظيم القاعدة، منافسه الرئيسي الذي لم ينشئ دولة .وأصبح المسلّحون المتطوّعون الذين بدأ داعش بتجنيدهم وتدريبهم وإرسالهم إلى الغرب جزءًا من شبكات سريّة متطوّرة. وتستجيب هذه الشبكات على نحو متزايد لدعوات بزيادة الهجمات عالمياً، لما تعانيه المجموعة من هزائم في عقر دارها، كالانسحاب من الفلّوجة بعد هجوم شنّته القوات العراقيّة بدعم عسكري جوي واستشاري أمريكي.

ومن الملاحظ أن للهجمات شكلاً محدّداً ؛ولكن بعضها مخطط مركزياً، وبعضها مرتبط بداعش، و الآخر خيار محلّي بحت. ومع هذا فإن التقدّم بطيء في القتال ضد داعش؛ و سياسة الحلفاء ليست على مستوى عدو قادر على التكيّف. وخاصة أنه كلّما ازداد الضغط على داعش، كثّف حملته لنشر الإرهاب في العالم، ليستمر في سيطرته على جدول الأعمال العالمي لمحاربة الإرهاب. والاستخبارات العالمية تعرف أنّ داعش يدير خلايا إرهابيّة سريّة في بريطانيا وألمانيا وإيطاليا شبيهة بتلك التي شنّت الهجمات في باريس وبروكسل. ومن المرجّح أن تكون متورطة في الهجوم على مطار اسطنبول .

ويهدف داعش بهذه الهجمات إلى ردع أعدائه وتقسيمهم، لكنّه عادة ما ينتهي به المطاف باستفزازهم. ويؤكد الهجوم الذي نفذه ثلاثة انتحاريين على مطار أتاتورك وكشفت التحقيقات أنهم من روسيا وأوزبكستان وقرجيزيستان وجود مقاتلين من آسيا الوسطى في صفوف داعش ،وشكلوا رأس الحربة في قيادة الهجمات في تركيا. وللأسف فإن عدداً كبيراً من المهاجرين من دول الاتحاد السوفياتي سابقاً مثل أوزبكستان يقيمون ويعملون في تركيا مما يوفر للمقاتلين الذين يرسلهم داعش من سوريا والعراق مجتمعاً متماسكاً يمكن الاختباء فيه. وإن كانوا يأتون في المرتبة الثالثة بعد مقاتلي أوروبا الغربية والشرق الأوسط وشمال أفريقيا الذين جندهم داعش. وبالطبع «إن تركيا تدفع ثمن ما فعلته ؛فالعديد من الأوروبيين الشباب كانوا يشترون تذاكر السفر إلى اسطنبول ويعبرون منها إلى سوريا. ليستخدم داعش والجماعات الأخرى في السنوات اللاحقة تركيا ممراً آمنًا وأرضية لتجنيد المقاتلين وطريق إمداد. ويهدف تنظيم داعش من توغله في استراتيجيات التوحش التي يتبعها إلى نشر الرعب في كل مكان، وإلى زيادة مستوى التطرف والتعصب لأفكاره الأصولية.

وتريد داعش إرسال رسائلها إلى كل دول العالم وبالأخص العواصم المشاركة في التحالف العالمي لحربها، مفادها :«ابقوا بعيدا ولا تدخلوا في شئوننا، وإن لم تفعلوا فإننا سنرسل اليكم مقاتلينا الأجانب من كل حدب وصوب حتى نحول حياتكم إلى جحيم».