رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بين السطور

على غرار فيلم «بين السما والأرض» للعملاقين صلاح أبو سيف وأديب نوبل نجيب محفوظ.. حيث أدى كوكبة من ألمع نجوم مصر العديد من أدوار شخصيات تعطل بهم مصعد وهم لا يعرفون بعضهم البعض.. كان لكل منهم قصة وهدف مختلف عن الآخر ولكن ذاقوا طعم الموت عندما تعطل بهم المصعد..؟!

هكذا كان حالى أنا وأسرتى وركاب هذه الطائرة المتجهة من القاهرة للوادى الجديد.. فما هى القصة لقد شاءت الأقدار وكثيراً ما تسوقنا أقدارنا لأقدار محتومة ومواقف قد تحفر فى الذاكرة أو نريد محوها.. فقد اتجهنا جميعاً للمطار صالة الطيران الداخلى فى الساعة السادسة والنصف صباحاً حتى جاء موعد الطائرة فى الثامنة والثلث، وبدأ الجميع فى الصعود وربط الأحزمة وتنفيذ جميع قواعد وأصول الركوب وبدأت الطائرة تدور وتسير فى ممر المطار ولم يخلد أن المحرك الشمال للطائرة «عطلان» نظراً لجهلنا بهذه الأمور، لكن كان من اللافت للنظر أن اليمين يعمل واليسار لا ولكن قلنا ربما أنه سوف يعمل بعد الإقلاع أو بالتبادل وبدأ الكابتن اللواء بهى فى الصعود وسمعنا دوى صوت الطائرة كفرقعة وأخذت الأصوات تمتزج وتتلاطم فى أذنى وبعد الإقلاع بدقائق بدأت الكابينة تهاتف المضيفة إيمان التى كانت تجلس فى مواجهتنا وأفراد الطاقم وبدأ وجهها يتغير وتظهر عليها ملامح الخوف، وهى تقول «حاضر يا فندم» ولا نعلم ماذا يجرى فى كابينة الطائرة منذ إقلاعها الذى استغرق قرابة 27 دقيقة بين السما والأرض وهى تطير، تخيلوا وبدأنا جميعاً نحملق فى وجه المضيفة التى أصبحت بالنسبة لنا همزة وصل بين الكابينة والركاب وهى ترد بجملة واحدة مفيش حاجة أنا معاكم هنا ولا أعلم شيئاً.. وكانت تضفى على كلماتها هذه طوال نصف الرحلة ابتسامة تدل على الرعب والهلاك الحتمى حتى جاء الجرس الأخير حاضر يا فندم وخرجت من فمها هذه المرة متهتكة ومتقطعة وبلهجة سريعة انتدبت مساعد الكابتن ملاح الطائرة أو المهندس الذى هرع بالدخول للكابينة وقطع «قراءة المصحف» وهنا نطقنا الشهادتين لدرجة أن جميع الركاب صاحوا بهذه الشهادة وكأننا أمام نعش طائر حقاً ونحاول تهدئة بعضنا البعض حتى جاء الكابتن عاصم غنيم مساعد الطيار وقرأ لنا دعاء السفر وعدنا بسؤال المضيفة ماذا حدث هل نحن عائدون أم مسافرون، وكنا نرى من شباك هذه الطائرة كل شىء وكأنها ألعاب صغيرة إذن فماذا كان ارتفاع الطائرة.. حتى عادت الطائرة مرة ثانية لمطار القاهرة بعد أن متنا رعباً وهلعاً وسبحان من أنقذنا ولم نصدق أنفسنا أننا أحياء عندما فتحت الطائرة أبوابها، وقال لنا الكابتن حمد لله على السلامة وآسفين للعطل وأخذ الجميع يصفق لهذا الرجل الذى لم يجازف باستمرار سير النعش الطائر، وكان هناك بعض من نواب البرلمان الذين اعتذروا عن استمرارهم فى رحلة اخرى لكننا والجميع ومعنا بعض الضباط والمهندسين والنائب داوود سليمان وعشرات من أطفال الأسر حمدنا الله وبعد اتصالات ومجهودات اللواء محمود العشماوى المحافظ ذلك الرجل دمث الخلق أصدر تعليماته بإحضار طائرة أخرى تابعة أيضاً لذات الشركة وحملتنا جميعاً فى ترقب من عودة ما حدث وظلت الطائرة تحلق فى السماء قرابة الـ 100 دقيقة حتى وصلنا للمطار هناك وهو مطار متواضع رغم مساحته الشاسعة وإجراءاته الأمنية المكثفة ووصلنا عقب أذان الظهر تخيلوا يعنى ممكن تسافر إحدى دول أوروبا ولا تستغرق أكثر من 6 ساعات بين السما والأرض ولا الجهد ولا الرعب، وسبحان الذى أنقذنا جميعاً وإلى مغامرة أخرى.