رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

لم يكن الطريق  للدولة الدستورية الحديثة معبداً ومفروشاً بالورود في حياة الشعوب والأمم المختلفة... ولذا فإنني لا أتفهم الحديث حول 30 يونية وما آلت إليه الأحوال في بلادنا، فالأمواج الهادرة في يناير 2011 لم تزل تشكل تراكماتها المتعددة علي صورة الحياة  في بلادنا و30 يونية مشهدا كبيرا في سيرة الوطن وسيرة الناس التي خرت في يناير 2011 وتتابعت الأحداث فيما بعد 30/6 تعبيراً عن أحوالنا وقدرتنا وحجم طاقة وإرادة التغيير لدينا علي خلفيات ممتدة لستة عقود ماضية...

* عبر ممارسات  ثلاثة أعوام في ظل رئاسة رئيسين لم يتبين الناس مسارات  واضحة لمطالبهم الملحة عبر خمسة أعوام من طوفان 2011.... فخرجت القوانين تباعاً في عهد الرئيسين مجافية لروح الحريات العامة التي انتزعها المصريون... فكان قانون التظاهر ومباشرة الحقوق السياسية وتقسيم الدوائر الانتخابية وتعديل مواد بقانون الإرهاب وعزل رؤساء الجهات الرقابية...!

فجاءت النتائج سيئة وأسدلت أستار من الظلام والملاحقة وحتي تصريحات العجاتي عن تعديلات  لقانون التظاهر لم تزل تتلكأ وكأن الحكومة متعثرة ومترددة في رفع قهر عميق جار بالمصريين.

* اختفاء  رؤية واضحة لتحسين الواقع الاقتصادي واختلاف تحديد الأولويات التي ينتظرها المصريون حتي أنه جاءت ميزانية الصحة والتعليم  مخالفة لنصوص الدستور ومجحفة لطموحات التعليم والصحة اللتين أصبحتا المشروع القومي في ضمير المصريين... أما الفساد وملاحقته فأصبح حديثاً في إعلانات التليفزيون...

* في البرازيل التي كانت نموذجاً بامتياز لحكم الجنرالات منذ ثلاثينيات القرن الماضي إلا أنها خطت خطوات كبيرة نحو التحول  لدولة حديثة دستورية بدءاً من 1985، واجهت عقبات في أعقاب هذا التحول وبدأت البشاير مع انتخاب كاردوسو في 1994 ثم جاءت تجربة لمولا داسيلفا مع 2002 والآن تواجه تحالفات اليمين والأقليات البيضاء وكل حلفاء حكم الجنرالات... أي أن تجارب الوصول للدولة الحديثة تحتاج إلي مسيرة شعب وتراكم نضال وتجربة، وبالطبع في بولندا كانت هناك تجربة طويلة ومسيرة استغرقت زمناً من انتفاضة منظمة وتضامن في 1981 وصولاً لوصول فاليسا للحكم في 91 ومسارات متعرجة لم تزل تلقي بظلالها...

* معركة المتطلعين للوصول لمفهوم وتطبيق الدولة  الحديثة هي معركة الوجود علي أرض الواقع السياسي والشارع والناس واستمرار صوت  كافة المفاهيم والحقوق الأساسية للمواطن وحقه في امتلاك ثروة بلاده وصناعة القرار وفتح طريق العمل العام والمجتمع المدني والحياة الحزبية الحقيقية في مواجهة إعلام الفرد والتسلط واستعادة جمهور حزب الكنبة بإبداع  طرق  التواصل والتأثير... وبالطبع لا يخفي أجندة  الإخوان والمتعاطفين عليهم في  تقسيم المجتمع وإشعال حرب كراهية الجميع للجميع في إطار تخوين المخالفين وغير المتفقين معهم في تعبيرهم الدارج عن امتلاك الحقيقة ومحو الآخر وتكفيره وهذا هو ما خرجت في مواجهته الجماهير في 30/6 في طريق مسيرتها المستمرة للدولة الحديثة الديموقراطية  العادلة...