رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نافذة

الشاعر الفلسطينى محمود درويش له مقولة رائعة وتعنى الكثير: «ليس وطنى دائما على حق ولكنى لا أستطيع أن أمارس حقا حقيقيا إلا فى وطني».. درويش كان طفلا لا يزيد عمره عن سبع سنوات عندما احتلت إسرائيل فلسطين ورحل عن عالمنا وفلسطين مازالت تحت الاحتلال.. رغم ذلك وجد درويش أنه لا يقدر على ممارسة حقا حقيقيا إلا فى وطنه المحتل.. ولكن هل تخطئ الأوطان؟ لقد كان الشاعر العربى والذى ارتبط اسمه بشعر الثورة والوطن يتحدث عن الوطن وليس عن حكومة أو نظام..

الوطن أرض وما عليها من ناس وأنظمة وحكومات.. الوطن هو الزرع والأشجار والأحجار.. الوطن هو أرض وما تحتها من أحباء وأهل وأسلاف وأجداد وماء وثروات.. لو ارتبطنا به ما فارقناه على الأقل بقلوبنا وأرواحنا.. اسألوا ملايين المصريين فى الخارج واللبنانيين فى المهجر والفلسطينيين فى الشتات واليوم أضيف لهم اللاجئون السوريون وغيرهم من بنى العروبة.. معظم هؤلاء ارتبط بالوطن حبا وشجنا وخوفا وأملا.. معظم هؤلاء – وأؤكد معظم وليس كل هؤلاء – يتمنون اللحظة التى يعودوا فيها لأرض الوطن بكل ما تحمله وكل ما تخفيه فى جوفها..

اسألوا من خافوا على أنفسهم وأسرهم ولكنهم لم يرحلوا فى أشد الظروف قسوة وقالوا لا نستطيع العيش بعيدا عن بلادنا وتمسكوا بالأمل رغم أن البعض منهم كانت الفرصة مهيأة له ليغادر بلا ندم.. بقوا داخل الوطن يعارضون أو يشاغبون، يؤيدون أو يدعمون ولكن كل من كان على أرض الوطن احتفظ لنفسه بحق ممارسة الحقوق الحقيقية داخل الأوطان..

إننى لا أنكر على من لا يعيش بيننا الحق فى أن يعارض ويشاغب ويؤيد ويدعم.. فالحب حق للجميع والرغبة فى الأفضل أمر طبيعى ومطلوب.. ولكن فلنمارس حقوقنا لنبنى أوطاننا وندفعها للأمام.. نتشارك فى كل الأمور تحت عنوان رئيسى وهو الصالح العام..

اسمعوا الشجن فى كلمات محمود درويش الذى ضاع وطنه وهو طفل بالكاد يقرأ بعض الكلمات.. أتعجب من كتاب فى صحف قومية أقرأ صفحاتهم على مواقع التواصل لا يسخرون فيها من النظام أو الرئيس أو الحكومة فحسب، ولكنهم يسخرون من مصر بدءا من اسمها ولفظه وهجاءه ومازالت الصفحات الأسبوعية فى الصحف التى نمولها من ضرائبنا مفتوحة لهم..الاختلاف ظاهرة صحية والمعارضة نتائجها صحية وحتى الشغب له جانب صحى ومهم.. ولكن لا نقبل المساس بالوطن نفسه لأن فوق ترابه يعيش أحبة وتحت ترابه يرقد أحبة..