رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مكلمخانة

كان الرئيس «السيسي» مجاملاً كعادته عند مشاركته في حفل إفطار شارك فيه عدد من فئات الشعب المختلفة في الأسبوع الماضي، فلم يشأ الرئيس أن يطيل في خطابه في مراعاة واجبه لأحوال الصائمين، وعلي قدر قصر الخطاب، فإنه كان مطمئناً للناس علي أن جهوداً فوق الطاقات تبذل، حتي يتغير وجه مصر التي فاتها الكثير، فلما عرج الرئيس في الحديث علي بعض ما يتضرر منه الناس، وعلي وجه الخصوص الارتفاع الجنوني غير المبرر لأسعار كل شيء، وخاصة المستلزمات الغذائية للمواطنين، وإذا بالرئيس يخاطب التجار مناشداً إياهم أن «يترفقوا» بمواطنيهم المصريين، فلا يشعلون أسعار الحاجات الضرورية الغذائية مما يحتاجه بسطاء الشعب الذين تشق عليهم هذه الأسعار الحالية، عندما تقارن بالدخول المتوسطة والمتدنية، وقد توقفت بعد أن فرغ الرئيس من خطابه القصير عند «مناشدة» الرئيس للتجار باللين والرفق المعهود منه في مخاطبته لفئة من مواطنيه!، ولم يكن توقفي عند مناشدة الرئيس التجار، وأسبابي في هذا التوقف ليست بالخاصة، بل هي تجد ما يعززها من عدم الراحة والقبول من خلال تجارب عديدة ليست خاصة بولاية الرئيس «السيسي» فقط، بل تضرب هذه التجارب في عهود سابقة شهدت ثبات التجار علي وفائهم لإشعال أسعار الحاجات الأساسية، كلما حانت فرصة أو مناسبة لذلك!، مما يبين لأي منصف موضوعي أننا في مصر نحتاج إلي الوسائل الزاجرة التي تتكفل بردع التجار عن ممارساتهم المستبدة بالشعب، وتعجيزه عن الحصول علي حاجاته بما يحفظ عليه الحياة بكرامة!

لقد سبق للرئيس عبدالفتاح السيسي أن «ناشد» مواطنيه من أصحاب المال والأعمال، أن يقفوا إلي جانب وطنهم مصر، الذي حققوا منه ثرواتهم الطائلة، وكانت مصر في ذروة تأزمها الاقتصادي والرئيس يسوق مناشدته لكي يتبرع الحائزون لثرواتهم، ببعض مما يملكونه لصالح صندوق «تحيا مصر»، وإذا بالأيام تمضي دون أن تجد دعوة الرئيس- أو مناشدته - صداها عند الذين يرفلون في نعم بعضها مستفز!، أما الرئيس فلم يلجأ إلي إعمال أي قانون يضغط به علي الذين لم تأسرهم مناشدته!، كذلك ما زال بعض أصحاب الأموال الهاربين ببعض أموال الشعب المصريين، يتصورون أن ثمن السكوت عليهم وإعفائهم من عقوبات واجبة سوف يكون بعض فتات موائدهم يلقون بها إلي نظام سياسي متسامح!، ثم ما الذي أسفرت عنه مناشدة الرئيس للتجار في حفل الإفطار مؤخراً؟!، لا شيء حتي الآن، فهل استحق هؤلاء وأشباههم مناشدة الرئيس وسماحة نظامه؟