عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مكلمخانة

المتسول الملحاح الذى يثير إنزعاجك ويضيق عليك أثناء سيرك راجلاً أو راكباً  يعرف جيداً كيف يستثمر إلحاحه الذى لابد أن ينتهى بأن تنفحه بعضاً مما لديك من النقود!، كما أن هذا الملحاح يعرف دون مشقة وبسرعة أن  هذا الذى يسأله لا أمل فيه!، لأنه مصر على ألا يكون فريسة للمتسول مهما ألح!،و لكن الذين يلحون على الناس فى إعلانات التليفزيون فى رمضاننا الفضيل أن يتبرعوا للخير ووجه الله ليس لديهم فراسة المتسول الملحاح ليكون إلحاحه منتجاً فلا يضيع وقته فى مطاردة من  لا أمل فيه!، وإذا كانت هناك قياسات علمية لقياس حجم الضجر والضرر العائد على زبائن المتابعة التليفزيونية، لتكون ردود أفعال هؤلاء عكسية تماماً مع الهدف المرجو من إلحاح صناع إعلانات التبرعات التليفزيونية!، والتى أصبحت تجارة قائمة بذاتها وتسير طبقاً لاتفاقات واضحة فى «البيزنس» الذى تقوم عليه!، فلم يعد المشاهد للتليفزيون هذا العز الذى يجهل ما يجرى ترتيبه له فى هذه الإعلانات التى يشهدها فى يقظته طول النهار، وبعضا من الليل حتى لو أفلح فى أن يغفو ولا أقول ينام!، ولا تتوقف إشارات  هذه الإعلانات عما تثيره من حالة نكد عامة عند الناس!، فلا أقل من أن يكون حجم المرض المعلن عنه يتكافأ مع الأموال التى تكلفها الإعلان فى إنتاجه وعدد مرات تردده لكى لا يتمكن المشاهد من متابعة أى شىء!، إذ ليس هناك أقل من السرطان بأنواعه!، وضحاياه من مختلف الأعمار، ولكن التركيز على الأطفال أشد تأثيراً لاستدرار العطف وإنفاق ما فى الجيوب دون توقف حتى يشفى الصغير!، الذى يطالعك بوجهه الشاحب وكأنه لا يجد صاحباً فى الدنيا فهو مقطوع من شجرة!، أما إذا بان هذا الصغير وهو مبتسم مع أمه أو أبيه، فإن مفاد رسالة هذا الإعلان أن تفضلك بالتبرع قبل ذلك يعود إليه شفاء هذا الطفل!، وعليك أن تكرر التبرع من أجل أطفال آخرين، وقد جعل صناع هذه «المهزلة» منك نزيلاً دائماً فى مستشفى انفرد بك وحدك كأسير لابد من تجريده من كل ما يملك حتى ملابسك ان أمكن ذلك!، وهذا نجمك المفضل يحثك فى الإعلان على التبرع!، وليس من حقك أن تسأل عما تبرع به هذا النجم قبلك!، أم أن هذا من أسرار تعاقده على الظهور فى الإعلان!، وهل نحن أصبحنا أبطال هذه «الفرجة» لخلق الله كأننا أصحاب عاهات تتسول ومن ورائنا صانع هذه العاهات!، وحتى يبلغ ضجر الآخرين منا مداه!.