عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مكلمخانة

يجزع الكثير مناـ وفينا بعض علماء الاجتماع المفكرين ـ عندما يتعرض بعض ممن يرتكبون أخطاء مجافية للقانون مصادفة أو اضطراراً للاحتجاز فى مراكز الشرطة التى تكتظ بسكانها من معتادى الإجرام على ذمة قضايا متنوعة!، وسر الجزع من جانبنا أن الذين يتورطون مصادفة فى الخطأ القانونى قد يجد منهم الصبية والشبان حديثو العهد بطبيعة أماكن الاحتجاز أنه كثيراً ما يتعرض لهم معتادو الإجرام من السكان المعتادين الإقامة الدائمة والاحتجاز  ويستولون على ما معهم من نقود أو مأكولات وغير ذلك!، ولا يسع ضحايا هذا الموقف من المستجدين العارضين غير الامتثال باعتبارها محنة سوف تنقضى!، أو يرى بعضهم أن الدفاع عن نفسه لن يتأتى ويتيسر بغير مناطحة معتادى الإجرام وإثبات أنهم أشرس منهم!، لكن كل الأحوال فى هذه الأماكن بوجه عام تجعل الاختلاط بين المعتادين والعارضين مما يؤهل المستجدين ويغريهم بسهولة!، ارتكاب الجرائم أو التحايل على القانون، ومعتادو الإجرام «أساتذة» فى التلقين والترغيب للمستجدين الذين قد يكون بعضهم فى ظروف اجتماعية واقتصادية صعبة!، فيرون فى الاستعداد للانخراط فى عالم الجريمة هو الخلاص الوحيد!.

وكنت أظن أن الفصل بين النوعين ـ المعتاد والمستجد ـ ضرورى حتى لا تتم هذه التلمذة للمستجدين على أيدى المعتادين!، لكن إحدى السيدات لفتت نظرى الى أن ارتكاب جريمة لا يتطلب تلمذة فى أماكن الاحتجاز المعتادة!، وراحت تدلل لى على ما تراه بكومة المسلسلات التليفزيونية، التى تداهم الناس فى رمضاننا هذا!، وقد رأت السيدة فى بعض هذه المسلسلات مدرسة أو معهداً رسالته الأساسية تعليم المشاهدين وتدريبهم على ارتكاب الجرائم والتجويد فى ارتكابها بأساليب ابتكارية تزينها لهم فرق النجوم التى لا يفلت أيً منها من عقدة نفسية أو مرض عصبى يدفعه دفعاً إلى القتل والسرقة!، وقد يزيد من هول كارثة المشاهدين أن يأتى الأداء من جانب أصحاب الأدوار الشريرة مرتفعاً إلى ذروة احترافية حادة تجعل أصحابها أشد إغراء للمشاهدين من الجنسين على السواء!، لم يبق لدى محدثتى ما تواصل شرحه فيما ترى غير السؤال الذى يعذبها وربما يتعذب به غيرها من المشاهدين!، وهو موجه إلى كتيبة مؤلفى هذه المسلسلات: ماذا عن الواقع المحيط بكم فى بلادنا؟.. وهل خلا هذا الواقع من أى مشاكل تشغل الناس وتطحن بعضهم حتى أنكم لا ترون شيئاً منها ولا تلمسون.. ولا تستنفز قرائحكم غير هذه المتنوعات من الفكر السقيم.. فمتى تتوبون عن هذه المعاصى التى ترتكبونها فى حق خلق الله!.