عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كلمة حق

تزامنت مع بداية شهر رمضان الكريم امتحانات الثانوية العامة، تلك السنة الفاصلة فى توجيه الشاب الى مصيره العملى طوال حياته، وفقاً لاجتهاده طوال العام، ولعل إغفال وزارة التربية والتعليم لذلك التزامن لدليل واضح على الإصرار لوضع الطلاب تحت تأثير كثير من المتغيرات أثناء الامتحان، ليكون التنافس حقيقيًا بينهم وهم صائمون!!

ولكن الحقائق العلمية الدامغة تؤكد أن الإنسان الصائم نتيجة لامتناعه عن الطعام والشراب، يكون أقل تركيزًا من الإنسان غير الصائم، خاصة فى حال الضغوط العصبية والذهنية المصاحبة.. وهنا نذكر أبناءنا من رواد الثانوية العامة هذا العام، بأن المسلمين خاضوا معركة بدر فى فجر الإسلام وهم صائمون وثبتوا وانتصروا، والمصريون حققوا النصر وضربوا أروع البطولات فى حرب السادس من أكتوبر عام 1973، الذى توافق مع يوم العاشر من رمضان.

وهنا أشد على أيدى شباب تلك السنة الفاصلة بالاجتهاد وصوم رمضان، لعل الله يتقبل منكم ويثبتكم وينصركم، كما نصر آباءكم وأجدادكم فى خوض الحروب فى رمضان وهم صيام.

أما الضرورة والمسئولية فتقتضى على القائمين على تخطيط توقيتات امتحانات الثانوية العامة إدراك تلك الملاحظة فى السنوات القادمة، حتى لا يتعرض أكثر من 600 ألف طالب لتلك التداعيات، مع الأخذ فى الاعتبار أن هناك ما يقرب من 3 ملايين نسمة يعانون فى الصيام بجانب هؤلاء الطلاب سواء كانوا من أسرهم، أو من القائمين على عملية المراقبة والتصحيح والمراجعة والرصد فى الكنترولات.

فأساس وجود وزارة التربية والتعليم، هو إقرار العلوم وتدريسها وتقويمها فى إطار من انتهاج السلوكيات السليمة، لخلق مواطن صالح يستطيع أن يساهم فى بناء وطنه وفق قدراته.. ولأن إحساس الانتماء للوطن يتسق فى ذات الفرد فى اللحظة التى يشعر بها عمق اهتمام مسئولى بلده بشخصه ومستقبله، وهنا تكمن أهمية الاستجابة السريعة فى الأعوام القادمة.

ولتكن خطى رئيس الدولة الأخيرة مثلًا وقدوة لجميع المسئولين، خاصة فيما يتعلق بآلية التغيير إلى الأفضل ودعم الانتماء للوطن، فبناء المساكن الحضارية والآدمية لسكان العشوائيات الذين أهملوا لفترات طويلة سابقة لخير دليل.. أما استصلاح الأراضى ومد الطرق وتحسين قدرات شبكتى الكهرباء والصرف الصحى فهو دليل آخر.

وهنا أرصد الفارق بين إرادة التغيير إلى الأفضل، واتباع سياسة القفز فوق المعوقات والحواجز، وبين اتباع الروتين العقيم والعيش فى الماضى البغيض.. ولعل الفارق هنا هو ارادة التغيير الى الأفضل لا إيجاد حالة خاصة من الاتساق بين الفرد ووطنه.

أما ما شاب عملية الامتحانات من تقصير فى يومها الأول أدى الى إلغاء امتحان مادة التربية الدينية، فيحتاج إلى وقفة جادة لحساب المقصرين، لأن ميزان العدل لابد أن يقام ويشعر به الشباب فى هذه المرحلة العمرية الدقيقة.

[email protected]