رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مكلمخانة

الشهادة على شذوذ الفكر، وإشاعة الجلافة بين الناس، وفحش القول الذى يهبط بنا إلى قيعان عفنة، لا تثير فينا غير الاشمئزاز، كل ذلك هو ملخص ومضمون ما أوقف التليفزيون المصرى أوقات اليوم بكامله فى رمضان الفضيل عليه حتى لا تنفذ منه أى مادة جادة أو مسلية راقية تخل بالنسق الذى تقرر بالاتفاق بين أطراف العملية التليفزيونية وقنواتها التابعة للدولة أو التى ترفل فى النعمة الخاصة!، ولست أدرى على أى شىء يدعى الذين «طبخوا» هذه الوجبة التليفزيونية الرمضانية أنها موضوع منافسة شرسة بين هذه القنوات وبدائعها الرمضانية التى أصابتنا بكل هذا الإحباط!، وقد ذكرت إحدى الفنانات الشهيرات أن مسلسلات رمضان قد ورثت أسوأ ما فى السينما المصرية!، ولم تحدد الفنانة أي سينما مصرية تقصد!، السينما فى زمانها وهى بطلة، أم السينما التى نراها كتاريخ موثق لعراقة بداية هذا الفن عندنا!، وقد سبق لهذه الفنانة أن قالت على شاشة التليفزيون إن الجمهور يهاجم المسلسلات ولكنه يراها بانتظام رغم ذلك!، ولعل الفنانة لم تكن تقصد بث أى نوع من الثقة فى نفوس صناع المسلسلات الرمضانية!، لأن رمضان الحالى يشهد انصرافاً واضحاً من جمهور لا بأس به انصرف تماماً عن مشاهدة ما يعرض من المسلسلات سواء فى أوقات الليل المتأخرة أو عند الإعادة خلال ساعات الصباح والنهار!، والكثير ممن أعرف قد ضاقت صدورهم بعد أن راعهم سخف ما تقدمه هذه الحلقات من بدايتها التى لا تبشر بأى فن أو أدنى متعة!.

وما أظن أن ما تقدمه الشاشات فى رمضان غير تعبير عن انتهازية واضحة لفرصة انفلات لا تعرف الرقيب ولا الحسيب!، ولست أحب أن أدخل فى جدل مع أحد ممن ينتصرون لما يقدم!، فهؤلاء عادة هم أصحاب ما يقدم، وفى مقدمة المنتفعين!، وليس فى صالحهم إدارة نقاش معهم لا ينتهى الى شىء سوى بقاء الواقع الذى فرضوه على أرواح وعقول الناس!، فأصبحت النجاة من هذا «الكمين» السنوى لا تتحقق بغير المقاطعة والعزوف عن المشاهدة!، فهذا فقط هو السبيل الوحيد لصيانة العقل والصحة معاً!، وقد أبى فرسان هذه «الخزعبلات» التى يحاولون إغراق الناس فيها بادعاء أنها «فنون» إلا أن يطاردوا الضحايا بظهورهم المكثف فى الإعلانات حتى تتلقف جيوبهم آخر قرش فى ميزانيات صناعة «العتة»!، فالكل «كسبان» إذن عدا الناس!، الذين قرروا بينهم وبين أنفسهم ألا يستسلموا لهذا الهبوط!.