رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مكلمخانة

عرضت قناة «النهار» فى ظهيرة يوم الجمعة الماضي فيلماً وثائقياً صاحبته الترجمة المناسبة وبعض التعليقات الرصينة اللائقة بجلال مشاهد الفيلم، الذى ركز على الفظائع التى خلفها الغزو الأمريكى للعراق على عهد جورج بوش «الابن»، فكان ما جرى فى «البصرة» العراقية آية دامغة على فظاعة الجرم الأمريكى فى هذه البقعة من العراق!، والفيلم إنتاج ألمانى يربط بين فظائع «البصرة» وحاجة المئات من أطفالها من حداثة الولادة إلى مختلف الأعمار لمرحلة الطفولة!، لكن المرء سرعان ما تصدمه وتروعه مشاهد هذه الأعداد من الأطفال ضحايا أكبر معدلات غير معهودة فى إصابتهم بمرض «اللوكيميا» أو «سرطان الدم»!، ويعود السبب الرئيسى فى انتشار هذا المرض الفظيع بين الأطفال فى «البصرة» إلى استخدام الغزاة فى قتالهم بالبصرة «اليورانيوم المنضد» الذى تصاب به السيدات الحوامل فيتفاعل داخل الأجسام ليصل إلى الأرحام فيصيب الأجنة بالتشوهات التى لا يمكن تداركها وعلاج ضحاياها بغير إمكانيات طبية هائلة مما يوجب نقل هؤلاء إلى مستشفيات ألمانية متخصصة، وهو الأمر الذى يحاوله طبيب أطفال عراقى يحمل الجنسية الألمانية، ويبذل مساعيه لتسفير أكبر عدد من الأطفال المصابين بسرطان الدم إلى ألمانيا من البصرة، التى لا توجد فيها أبسط الإمكانيات للعلاج.

وتتضح أبعاد الجريمة الأمريكية الشنعاء فى الخراب الذى أشاعته غاراتها فى كل أنحاء البصرة، وقد ذهب الدمار بأبسط مقومات الحياة فيها!، فتفتقر البصرة حالياً الصرف الصحى فى مناطق شاسعة منها، وكذا لا توجد مياه نقية للشرب ولا كهرباء. إذ ضرب الغزو الأمريكى البنية الأساسية التى كانت تنعم بها البصرة التى يعرفها كل من زارها قبل الغزو، ولا يبالغ الفيلم عندما يذكر أن السيدات العراقيات فى البصرة يفضلن عدم الحمل، حيث لا تضمن أي واحدة ألا يأتيها الطفل الذى تنتظره مشوهاً وقد فتك به المرض الذى لا يرحم، والناس هناك يستعرض الفيلم حياتهم اليومية فى الظروف القاسية التى جعلت من «البصرة» موطنهم الذى كان!، أما الآثار التى ترتبت على الغزو الأمريكى البريطانى بدعوى أن عراق «صدام حسين» يملك أسلحة دمار شامل، فإن هذه «الكذبة» المشتركة على العالم.. وقد اعترفتا بهاـ لم تجعل دولتى الغزو تقعان تحت طائلة أى حساب دولى على جرائم الحرب الفظيعة التى خلفها الغزو المشترك!، ولا تلتفت محكمة جرائم الحرب الدولية إلى الجناة الذين مازالوا على قيد الحياة وفى مقدمتهم «جورج بوش» الابن، و«تونى بلير» رئيس وزراء بريطانيا عند الغزو المشترك للعراق!، ويبقى الفيلم الذى شاهدته وثيقة دامغة على النفاق العالمى الذى يقبل حتى الآن أن تكون كذبة مشتركة على العالم مبرراً لتدمير دولة وإذلال شعبها!.