رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

رؤى

الذى يعيد قراءة قصص الأنبياء يكتشف أن معظم الأنبياء، إن لم يكن جميعهم، كانوا يحاولون تغيير نظام الحكم، سواء كان هذا النظام قبليًّا أو مؤسسيًّا، وأن بعضهم نجح بالفعل فى الخروج على الحاكم وغير نظام الحكم، وتولى هو السلطة الدينية والسلطة المدنية، والبعض الآخر منهم فشل فى مهمته فلم يستجب له أهل القرية الذين أرسلوا إليها، وسيلاحظ الذى يعيد القراءة لهذه القصص فى الكتب السماوية، أن الله عز وجل وصف الحكام وهذه الأنظمة بالقسوة والتكبر، وأنها ضمنا كانت نظمًا فاسدة أخلاقيًّا وسياسيًّا ودينيًّا، خاصة وأن الفساد الخلقى هو الذى يؤدى إلى الانحراف الدينى، وأغلب الظن أن الأنبياء والرسل فى بداية دعوتهم كانوا يستميلون البعض من خلال الحديث عن الفساد والقهر، فما الذى يدفع بإنسان مترف مدنيًا إلى الخروج على النظام الدينى لحكمه؟، ما الذى سيجعله يخالف الحاكم وأهل قريته أو مدينته لكى يعبد إلهًا آخر ويتبع ديانة أخرى؟، لماذا يصطدم مع التقاليد والأعراف والموروث الدينى الذى يقام عليه نظام الحكم؟، إذا كان الحاكم عادلاً وعطوفًا، وإذا كان شعبه يعيش فى ترف اقتصادى واجتماعى وسياسى ودينى، فما الذى يجعل أحدهم يتنكر لكل هذا ويخرج عليه؟، إذا كنت أعيش حياة كريمة ومريحة وهادئة فلماذا أرفضها وأعاديها بالدخول فى ديانة أخرى؟، إذا كانت الديانة السائدة حققت لى الترف الاقتصادى والعدل الاجتماعى والحرية السياسية، فلماذا أغيرها؟، ولماذا يبعث الله عز وجل رسولا لهدم كل هذه الحياة الكريمة؟.

لا أحد ينكر أن بعض الشعوب التى أرسل لها رسلاً كانت مستقرة سياسيًّا، لا تشهد صراعات داخلية أو حروبًا خارجية مع جيرانها، لكن المؤكد أن بنيتها الاجتماعية والاقتصادية كانت تعانى من خلل، النظام الحاكم فى مصر على عهد النبى موسى، وصف بالتكبر والطغيان والفساد، وتقسيم الشعب إلى شيع، قال تعالى فى سورة القصص: "إن فرعون علا فى الأرض وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحيى نساءهم إنه كان من المفسدين "القصص 4، وقال عنه: "فرعون وملأه كانوا قوما فاسقين " القصص 32، وقوله: "واستكبر هو وجنوده فى الأرض بغير الحق " القصص 39، وقوله فى سورة طه: "اذهبا إلى فرعون إنه طغى فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى "طه 43، وقوله فى النمل: "إنهم كانوا قوما فاسقين" النمل 12، وفى الدخان: "كان عاليا من المسرفين " 31، وقوله فى النازعات: "اذهب إلى فرعون إنه طغى "النازعات 17، وفى سورة البقرة: "يذبحون أبناءكم ويستحيون نساءكم "البقرة 49.

[email protected]