عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

< ما="" الذى="" جرى="" للصعايدة="" ؟="" سؤال="" يطرح="" نفسه="" منذ="" حادث="" قرية="" الكرم="" وما="" جرى="" للسيدة="" القبطية="" المسنة="" سعاد="" التى="" تم="" سحلها="" على="" الأرض="" وتعريتها="" من="" كل="" ملابسها ="" حتى="" صارت="" «ملط»="" كما="" قالت="" فى="" شهادتها="" على="" ما="" جرى="">

ودعكم من شرارة الفتنة الطائفية التى كانت السبب فى ذلك الحادث ـ فهى شرارة مفتعلة كعشرات الحوادث المشابهة لها.. وإن كان يكمن وراءها تطرف، بينما يستمر منذ السبعينيات.. ومنذ عهد الرئيس المؤمن  زارع الفتنة الطائفية فى مصر ـ ودعكم من إنكار مديرية الأمن والمحافظ لما جرى.. فهو إنكار متكرر واعتدنا عليه ليبدو "كل شىء تمام" أمام المسئولين ـ ولكن زاد عليه هذه المرة أن عمدة الكرم قد أضاف أن من قاموا بحرق بيوت الأقباط وتعرية السيدة سعاد ـ أنهم «زودوها شوية».. أي أن المطلوب هو حرق البيوت وتهجير الأسر القبطية.. ولم يكن هناك داعٍ لتعرية سعاد!

ودعكم من دعوات المجالس العرفية وجلوس الأقباط المغلوبين على أمرهم مع الجناة وصافى يالبن.. و"تبويس" اللحى بين الشيوخ والقساوسة برعاية رسمية من بيت العائلة!

دعكم من ذلك كله فلكثرة ما جرى صرنا نعتبر مسألة الفتنة وحرق بيوت ومتاجر الأقباط ثم تبويس اللحى أمرًا عادياً فى مصر المحروسة.. وقد ذهب القانون فى تلك القرى الى الجحيم جارًا فى ذيله العدالة وحقوق المواطنة!

والحقيقة أنني طرحت السؤال الذى بدأت به مقالى منذ ما يزيد على العامين عندما جرت أحداث قبيلتي الهلالية والدابودية.. عندما تم قتل ستة وعشرين شخصاً.. ووقتها قام بعض أفراد القبيلتين بتعرية سيدات القبيلة الأخرى «ملط» ثم تصويرهن عرايا بالفيديو.

والمدهش أن ذلك الحادث جرى فى أسوان وهى مدينة لم نعرف عنها مثل ذلك الثأر العنيف والمخجل ـ لدرجة قتل ستة وعشرين شخصاً مرة واحدة.. وأن يتم تصوير السيدات عرايا.. وقتها تساءلت فى ذهول : ماذا جرى للصعايدة وكيف سلكوا مثل ذلك السلوك المشين الذى تحرمه كل الأديان.. بل إن العرب فى زمان الجاهلية لم يقوموا به؟

وإذا كان القضاء قد حكم بالإعدام على ستة وعشرين شخصاً أيضاً فى ذلك الحادث ممن ارتكبوا جرائم القتل فإنه لم يحاكم أحدًا بذلك الفعل المخجل من تعرية السيدات.. ومازلت أنتظر حكم القضاء العادل فيما جرى للسيدة سعاد فى المنيا وقد كتبت مسلسل «سلسال الدم» بأجزائه الثلاثة التى عرضت وتجاوزت مائة وستين حلقة.. وكنت حريصاً على ألا تمس المرأة الصعيدية فى أى خصومة ثأرية ،فـ هارون " رياض الخولى" بطل المسلسل وعدو  نصرة «عبلة كامل» رفض مجرد إيذائها رغم العداوة الشديدة لأنها امرأة والتقاليد فى الصعيد تحرم قتل المرأة ثأراً أو الانتقام منها.

هذا هو ما عرفته عن الصعيد وتقاليده ، فرغم العنف والثأر والقتل والفتن الطائفية.. إلا أن المرأة الصعيدية لم تتعرض لتلك المهانة أبداً، وأعود لأطرح نفس سؤالى على كل المهتمين بشئون المجتمع وأساتذة علم الاجتماع.. ما الذى جرى للصعايدة فى مصر؟