رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

لم يكن هذا اسم الشاطئ، ولكن كوارثه اليومية هى التى دفعتنى لهذا المسمى، فحكاياته المأساوية تلقى بظلالها كل يوم على رماله الكئيبة، ما أدى إلى إثارة حملة حوله على مواقع التواصل الاجتماعى؛ لإغلاقه بعد أن فقد مرتادوه أغلى الحبايب بعد أن ابتلعتهم الأمواج الشيطانية الغادرة.

إنه شاطئ النخيل الذى اغتال بين طيات أمواجه الشباب والفتيات، كانت إحداهن عروساً فى شهر العسل، والكارثة الحقيقية هنا أن رجال الإنقاذ يتفرجون من بُعد على الضحايا ويخافون من الغرق، والواقعة التى كشفت المستور وفتحت الستار عن مقابر جماعية تحت الماء لشباب زى الورد، كانت واقعة غرق الطالب عبدالرحمن، الطالب بالسنة الثالثة بكلية هندسة والذى أنهى امتحاناته منذ أيام، وكان قد توجه إلى شاطئ الرحيل – النخيل - فور انتهاء الامتحانات وبرفقته اثنان من زملائه وبين لحظة وأخرى ارتفعت الأمواج وصاحبتها حركة سحب شديدة ودوامات سريعة وارتفع صراخ الأولاد واستغاثاتهم حتى فاقت ارتفاع الموج الجامح وعلت رؤوسهم وانخفضت فى حالة من المقاومة والصراع من أجل الحياة فيما يقف المسئول عن الإنقاذ لهذا الشاطئ يقف أعلى برج المراقبة وودن من طين والثانية من عجين، يتفرج وهو فى قمة السعادة، حتى تحرك اثنان من الشباب أو أكثر متطوعين لإنقاذ الشباب الثلاثة، إلا أنهم استطاعوا إنقاذ اثنين فقط، وكان البحر قد ابتلع عبدالرحمن، وحتى هذه اللحظة لم تغادر أمه الشاطئ فى انتظار أن تظهر جثة ابنها، والمفاجآت العديدة والأخرى وأثناء البحث العشوائى يعثرون على جثث أخرى منها جثة لشاب غرق منذ أكثر خمسة وثلاثين يوماً، فقد أهله الأمل فى العثور وطال انتظارهم ليالى سوداء طويلة على شاطئ الموت والخراب بلا فائدة.

وبعد كارثة غرق عبدالرحمن وإفاقة زملائه من نوبات الغرق فتحت كل ملفات الإهمال المتعددة وحكايات أخرى تحمل بين سطورها رائحة الموت، فهذه عروس فى شهر العسل، ابتلعتها أمواج هذا الشاطئ القاتل والذى يدافع عنه أصحاب المصالح والسبوبة، سواء كانت من دماء الشباب الأبرياء وحياتهم فهذا لا يهم. وإذا كانت المصالح الشخصية تتغلب وتعلو فوق حياة الإنسان، فنحن نعيش فى منظومة الدولة، والقانون فوق رأس الجميع، فأين محافظ الإسكندرية من هذه الكارثة؟ وأين دور المجالس المحلية والشرفاء منهم الذين لا يقبلون الرشاوى ويبقى الوضع على ما هو عليه؟

إننا تقرأ يومياً عن حملات ناجحة يقوم بها محافظ القاهرة وأيضاً محافظ الجيزة لإزالة التعديات وضبط الأحوال المايلة، لماذا يغلقون أعينهم عن شاطئ يقتل شبابه كل يوم وهم قادمون بصدر مفتوح يستقبلون الحياة. لن يشعر بهذا المرار إلا من ذاقه، فهل وضع أحد المسئولين نفسه مكان تلك الأم المكلومة فى فلذه كبدها؟، وهل تمت محاسبة المسئولين من فرق الإنقاذ وهم السبب الحقيقى وراء الكارثة؟ تاهت الرحمة فى زحام البشر ورحل الضمير أو ربما غرق هو الآخر ولم يجد من ينقذه.

[email protected]