رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

فى شهر رمضان تكون القاهرة مزدحمة.. متشابكة ومشتبكة.. وتكون مبتهجة.. تفتح أبوابها للرزق والحياة والمحبة.. وتفتح أيضاً حرارتها وازدحامها أبواباً للاشتباك والعراك وأجواء من العصبية والتوتر تمضى وتذهب بروح رمضان وما يشيعه من صبر ورضا.

* القاهرة التقليدية... وسط البلد... الأحياء الشعبية... القاهرة القديمة... تكون سوقاً متزينة بالأنوار والشرائط وتعاليق رمضان وفوانيس المحبة وأضواء متراصة وآيات الذكر الحكيم مرفوعة... شوارعها تعج بالحركة والشراء والبيع فيما بعد العصر أو بعد خروج العاملين والموظفين من أعمالهم... والجميع يسير مبهوراً بالمثلجات المعروضة يسيل لها اللعاب والعيش المنتفخ المفقع المخبوز فى أفران البيوت الشعبية... تتحرك فى عابدين فتجد احتفالية العصائر والعيش والمخللات وتجد ازدحام الناس حول الشربتلى الشهير بشارع البستان... أما فى ميدان السيدة زينب فتجد محل السوبيا الشهير وقد اصطفت الناس حوله... ومنافسة على ناحية شارع قدرى قد أبدع فى عصائر الليمون والدوم والتمر وقد تهافت الجمهور عليه.

* أبواب المساجد المفتوحة تدعوك للصلاة والخشوع والتأمل... فى جامع الإمام الشافعى تحيطك السكينة ويظلك الرضا وتدهشك القبة الخشبية الباسقة المرتفعة يعلوها مصباح علاء الدين ولم تزل إحدى الأسر يصعد أبناؤها أعلى القبة لوضع الحبوب فى المصباح غذء للطيور... وفى جامع المحمودية بالقلعة والذى بناه الوالى العثمانى محمود باشا وقد كان قاسياً فظاً... تدخل الجامع وقد بنى على نسق السلطان حسن المقابل له ويطل فى خلفيته على حديقة جميلة نصف مهملة ويقوم المسجد على أربعة أعمدة ضخمة من الجرانيت مسروقة من معابد الفراعنة ولكن مهابة العمران وارتفاعه وهذا الفراغ الذى تجلس إليه وتستلقى فيه يمنحك رفقاً وخلوة لقراءة القرآن والراحة المستجيرة من وهج الخارج وقيظه.

* ولعل شوارع القاهرة القديمة فى الجمالية والدرب الأحمر والخليفة يسير فيها الناس ويستمتعون بالسير فى دروبها وحواريها وقد امتلأت بشتى صنوف الأطعمة والمشهيات تسير فيها وقد دخلت فى قلب التاريخ بين أبنية المساجد والأسبلة العتيقة وزحام الناس ومعيشتها الودودة الشعبية... ولعل هذا معلوم ومشهور... لكن تبقى حوارى عابدين والسيدة زينب وهى تقع متجاورة متلامسة وممتدة كشريحة عريضة تبدأ من باب الخلق وصولاً لميدان السيدة زينب وتحتل الشوارع الممتدة والموازية لشارع بورسعيد فى الناحية المقابلة لمستشفى أحمد ماهر والجهة الأخرى المؤدية للدرب الأحمر والخليفة... تلك الشريحة الممتلئة بالتعاريج والحوارى والموازية لشارع بورسعيد تحتوى على كنوز من المساجد والجوامع البديعة من مسجد شاه سلطان الذى تطل خلفيته على شارع حسن الأكبر... إلى جامع القمرى الموجود بحارة شق التعبان بعابدين إلى مسجد وسبيل جمبلاط المجاور لحارة السقايين... ومن سويقة السباعين إلى سويقة اللالا تأمل مساجد الستة مسكة وجامع الشيخ صالح أبوحديد إلى الجامع الحفضى إلى مسجد الهياتم لصاحبه يوسف الجوريجى الى مسجد داوود باشا حتى بيت السنارى الذى احتلته الحملة الفرنسية.

* القاهرة تفتح أبوابها الرحبة فى رمضان للمحبة والمودة والرضا والصبر والجلد والتأمل... كل عام وبلادنا بخير وسلام.