عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كلمة حق

أيام قليلة تفصلنا عن بداية شهر رمضان الفضيل، ذلك الشهر الذى تصفد فيه الشياطين، وهو ذاته الذى أنزل فيه القرآن هدى ورحمة للمتقين، أما ليلة القدر التى تأتى فى العشرة الأواخر منه، فهى خير من ألف شهر مما نعد، وما أرجوه هنا أن يكون فرصة للجميع للتطهر ومراجعة وضبط النفس.

فلا مانع بعد سقوط الأقنعة عن بعض الإعلاميين مقدمى البرامج الليلية فى الفضائيات الخاصة، أن يقوموا أداءهم، ويعودوا إلى طريق الصواب، خاصة بعد وصول الأمر فى البرامج الحوارية إلى إلغاء العقل، واتخاذ لغة العراك والقوة الجسدية بديلاً.. وذلك رغم تمييز الله للإنسان بالعقل عن باقى مخلوقاته.

أما من تعرضوا للتضليل الفكرى، ولم تلوث أيديهم بعد بدماء المصريين، فمراجعة النفس واجبة، والعودة إلى طريق الحق أمر حتمى، لأن الإصرار على الغى يعنى الشقاء فى الدنيا، والعذاب فى الآخرة.

وهناك فرصة حقيقية للمصريين فى هذا الشهر، بفتح صفحة جديدة مع النفس، يكون عنوانها العمل الجاد.. ذلك لإدارة عجلة الإنتاج والمضى قدماً نحو مصر الجديدة التى ننشدها بعد ثورتين، خاصة أن العدائيات الداخلية والخارجية ما زالت قائمة تنتظر.

ولعل عادات المسلمين فى العالم الإسلامى والبلاد العربية، قد تكون تقريباً واحدة، ولعل الجميع يستثمر ذلك فى إذكاء روح التقارب والمودة بين الشعوب، ونصل من خلال الرؤية الشاملة لعلاقات وتكامل أفضل، خاصة بعد التأكد من سوء النوايا للبلاد التى تمتلك قدرات الردع.. وما يحاك لهذه المنطقة من مكائد لخير دليل، وهذا مدعاة للكل أن يفيق لأن نجاح تلك المكائد يعنى الحال الذى وصلت إليه ليبيا وسوريا ومن قبلهما العراق.

أما اضطلاع المؤسسات الدولية بدورها المنوط بها بحفظ الأمن والسلم الدوليين فأصبح أمرا حتميا، إذا ما أرادت البقاء، ونيل ثقة أعضاء جمعيتها العمومية من جديد، ويحدث ذلك فى اللحظة التى تتخلص فيها من هيمنة القوى العالمية، واتباع سياسة الحق فوق القوة بدلاً من سياسة الكيل بمكيالين، خاصة بعد تعرض الكثير من بلاد العالم إلى ويلات الحروب والفوضى.

ويظل الإنسان فى تناحر وتكالب على امتلاك مقدرات الكون منذ خلق آدم إلى الآن، ولو أدركت البلاد العظمى عن قناعة وبعيداً عن الشعارات الزائفة، أن شعوب البلاد الفقيرة التى لا تمتلك قدرات عسكرية عالية لها الحق فى الحياة الآمنة وبسلام، لراجعوا سياساتهم التوسعية الاستعمارية الاحتكارية المتسلطة، وعادوا إلى طريق الصواب، لأن كتاب التاريخ يذكر فى صفحاته أن ميزان القوى لا يظل فى اتجاه واحد طوال الوقت.

 

 

[email protected]