رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

ماذا لو قررنا أن نضيفها إلى قائمة المواد الدراسية.. فيكون للطفل حصة مخصصة «للمادة الإنسانية» يُروى فيها أفضل القصص والحكايات الإنسانية وأفضل النماذج على مر التاريخ.. ماذا لو علمناهم الإنسانية؟

ماذا لو علمناهم أن الإنسان لا يحق له أن يحاكم غيره لمجرد اختلافه معه فى الدين أو الملة أو الجنس، وأن كل الأديان السماوية تدعو أتباعها للتسامح فليست هناك ديانة سماوية تدعو للوحشية والهمجية واللاإنسانية.. ماذا لو علمناهم أن مظاهر التدين ليست فقط شكلية وعلنية، فكم من أعمال خفية قربت العبد إلى ربه.. ماذا لو علمناهم أن الجيوب الفارغة ليست بالضرورة دليلا على جهل وتخلف أصحابها وأن الفقر ليس فقر الأموال فقط بل هو فقر العقول أيضاً.

ماذا لو علمناهم أن «الإنسانية» لا تعرف جنسا أو لونا أو دينا، وأنها للأسف لا تباع ولا تشترى فهى لا تعرف سوى الإنسان!.. ماذا لو علمناهم أن الرحمة من أرقى الصفات التى قد يتحلى بها إنسان فالعين التى تدمع حزناً على غيرها ورحمة به لا تدل على الضعف، وإنما على أعز وأشرف ما قد يمتلكه إنسان وهو القلب الرحيم.. ماذا لو علمناهم أن مساعدة المحتاج ليست منة أو فضلا، بل هو واجب إنسانى وأخلاقى إن تخلينا عنه ساد الكره والغل فى المجتمع.. ماذا لو علمناهم أن الملابس الثمينة والسيارات الفارهة ليست دائماً دليلا على رقى أصحابها.. ماذا لو علمناهم أن الظلم أسوأ ما قد يفعله بشر فى حياته خاصة إن وقع هذا الظلم على من لا حول له ولا قوة.. ماذا لو؟

كنت يوماً فى زيارة إلى إحدى دور الأيتام، وبعد حديث طويل مع إحدى الفتيات التى يقارب عمرها عمرى، قصت لى عن نشاطها فى إحدي منظمات المجتمع المدنى الدولية فضحكت، وقلت لها لدى صديقة تحاول منذ سنوات البحث عن عمل فى تلك المنظمة ولم تنجح! فضحكت وقالت لى سأعطيكِ بريدي الإلكترونى لترسلى لى سيرتها الذاتية! كنت سعيدة بها وبنجاحها وبتفاؤلها وبحبها للحياة رغم كل ما مرت به، ثم سألتها عن أكثر ما يزعجها فى تلك الدار أو فى خارجها فقالت لى لا شىء يزعجنى هنا، ما يزعجنى جداً فى حياتى وفى عملى وفى تعاملى مع البشر هو أن يقال عنى يتيمة.. هو نظرة المجتمع لى.. هو كل من يتاجر بنا.. هو أنى لا أعامل كإنسان.. علموا أولادكم الإنسانية!

 

 

[email protected]