رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

محافظة المنيا من أكثر المحافظات التى تعرضت لأعمال حرق وتدمير لكنائسها وأديرتها ومدارسها القبطية أو  مدارس  الإرساليات فى الأحداث التى انفجرت فى أعقاب 14 أغسطس 2013.... وهى أيضاً من المحافظات التى تعرضت لأحداث  طائفية وخلافات متفجرة متعددة خلال العشرين عاماً الماضية... ومن الأحداث الفكرية المؤسفة فى 97 إلى أحداث قرية نمتوت.. قرية الأفش.... قرية نزلة الرمان..إلخ... أى أن محافظة المنيا من أكثر المحافظات التهاباً على صعيد الأحداث الطائفية فلقد كان أمراً بالغ الشذوذ عندما أهمل رئيس مباحث مركز أبوقرقاص فى تعامله مع البلاغ المقدم من السيدة سعاد ثابت وقد لاقت عناءً وعنتاً بالغاً حتى تمكنت من لقائه فلم يكترث وقال لها روحوا النبطجية لتحرير محضر... فلما وقعت الواقعة كانت أجهزة الأمن غائبة عن الحدث.

* أما جريدة الأهرام فقد نشرت فى تحقيقها  عن الحادث يوم السبت الماضى ما يلى «نفى مصدر أمنى مسئول ما تردد عن وجود تقصير أمنى فى مواجهة الأحداث وأن رجال الأمن كانوا فى موقع الأحداث فور وقوعها وأن المتهمين الذين  تم القبض عليهم جاء بناء على اتهامات والد الشاب المسيحى.. وأن والدته لم تتقدم بأى بلاغ عن تجريدها من ملابسها بناء على طلب أحد المحامين إلا بعد  خمسة أيام على الواقعة»... لامؤاخذ إذا كان الأمن موجوداً فلماذا لم يقم بالقبض على الجناة متلبسين فى الحال وينتظر ما يقوله والد الشاب المسيحى.... أما الحديث عن إيعاز محامٍ للسيدة بالتقدم ببلاغ وبعد خمسة أيام فهذا إلقاء للتهم بالتآمر من طرف خفى على من نالت منهم الكارثة... لنا أن نتساءل هل سيحاكم كل من قصر أو أهمل بما أفضى لتلك الكارثة..؟

* فى أحداث الحرق والاعتداء والتدمير الذى تم فى المنيا فى أعقاب 14 أغسطس 2013 تم الاعتداء والحرق الكامل لكنيسة الأمير تادرس الواقعة خلف  مديرية الأمن وتم الحرق الكامل لأقدم مكتبة فى الصعيد فى جمعية آل فرير وتم حرق العديد من المدارس فى صورة همجية فضلاً  عن أحداث دلجا ونهب محتويات متحف ملوى وفصل رأس إسكندر طوس عن جسده والتمثيل بجثته بدير مواس.. تلك الفواجع لم تلق التحليل الكافى وهى تقودنا لتفسير ذلك السلوك الهمجى والعدوانى المهيمن والمذل لكرامتنا والذى تم يوم الجمعة السوداء 20 مايو بالحرق والاعتداء على منازل المسيحيين وتجريد السيدة المسنة من ملابسها.

* كارثة كبرى أن يمر عقدان ويزيد ونفس الأحداث تتكرر والاعتداءات المهينة مع مصريين ولا تتخذ أى إجراءات وخطط جدية لمواجهة ذلك التعصب الأعمى المهين والذى يفترس كل يوم روح الوطن والمواطنة... وليس غريباً أن نجد شباباً قبطياً ناقماً كارهاً... وتهب الثورات ولا تتغير روح ونقمة التعصب.. والتعصب يصنع انتماء غير عقلانى للجماعة التى ينتسب إليها يصل بصاحبه إلى حد استبعاد الآخر وكراهيته والتعالى عليه والنزوع لإلحاق الضرر بالآخر أكثر من النزوع للتعبير عن مزاياه.

* غض البصر عن القانون والمواءمة والتجاهل هو الطريق الذى أفضى إلى ما نحن فيه.. تطبيق القانون وملاحقة المجرمين ومحاسبة المقصرين والمتواطئين خطوات حاسمة لفتح  مستقبل جدى للمواطنة والكرامة والحرية.

* ملحوظة أخيرة... رئيس مجلس النواب طالب أعضاء البرلمان بترك القضية برمتها له لحلها مع المسئولين والمطالبة بمعاقبة المقصرين وتأجيل فكرة تشكيل لجنة تقصى الحقائق..! بالطبع لا تعليق... الكوميديا السوداء.