رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مكلمخانة

أراد الزميل أحمد موسى فى برنامجه «على مسئوليتي» بقناة «صدى البلدى البلد»، أن يتجنب الحرج الذى ربما ينشأ عن بعض «الثرثرات» التى تطوعت بها بعض القنوات التليفزيونية الخاصة عملاً بقاعدة «الاستضافة والمداخلات الهاتفية» المعتادة مع من يعلم ومن لا يعلم فى موضوع سقوط الطائرة المصرية العائدة من مطار «شارل ديجول» إلي القاهرة، باللت والعجن المعتاد حول أسباب هذا الحادث، التي لم تعرفها أجهزة التحقيق المختصة فى مصر وفرنسا وعرفها قبل كل هؤلاء نجوم الثرثرة فى قنواتنا التليفزيونية، ممن لا صلة لهم من قريب أو بعيد بأى نوع من الطائرات أو رحلات الطيران!، فتجنب أحمد موسى الحديث عما يقدمه بعض زملائه!، ورأى الاستعانة بكبير طيارى مصر للطيران سابقًا الكابتن إكرام عزام، والمتخصص حتى الآن فى التدريب علي قيادة الطائرات العملاقة من طرز عالمية، وقد انطلق الرجل فى الحلقة التي تابعتها مبكرًا فى صباح أمس الأحد ـ وهى الحلقة المعادة من مساء السبت ـ لا ليتحدث مباشرة فى تفاصيل تتعلق بالطائرة المصرية التي سقطت، بل ليهوى على رؤوس  الكثيرين من المثرثرين هنا  وهناك ومن يقدمونهم في القنوات الفضائية، بوابل من النقد العنيف لجرأتهم الشديدة علي الحديث في موضوع مثل حوادث الطائرات وشئون صناعة الطائرات، وقيادتها في زفة جهالات فاضحة!، ثم انتقل الكابتن إكرام الي حديث شارح مطول انطوي بعضه علي إجابات علي أسئلة صاحب البرنامج، وأعترف أن هذا الحديث قد ساقه صاحبه في بساطة شديدة وهدوء ليستفيد سامعه استفادة جمة من واسع درايته  ومعارفه عن الطائرات وحوادثها وقيادة الطائرات، فجاء الحديث متعة ومعرفة في آن واحد، وكانت نهاية هذه الفقرة وعدا قطعه  أحمد موسي علي  نفسه بألا يتحدث في شأن طائرتنا المصرية بدون الاستناد إلي بيانات رسمية صادرة عن جهات مختصة.

أما وزير  الطيران شريف فتحي، فكان لي أن أتابعه في مؤتمره الصحفي الذي تحول بجهود الصحفيين الذين شهدوه إلى سيرك من مزيج من الضوضاء والفوضي! حتي أن الوزير يتعذر عليه في كثير من المواضع شرح شيء أو إكمال الجمل التي يبدؤها!، وقد ناشد الحاضرين في بعض وقت المؤتمر أن يضعوا أنفسهم مكانه.. إذا كان أحدهم يمكنه أن يتحدث إلي عشرة أشخاص في وقت واحد!، ثم سمعت الوزير بعد ذلك يتحدث إلي أحمد موسي في ذات الحلقة التي أشرت اليها آنفاً، ومن قبيل الإنصاف أن أذكر أن الوزير كان في غاية التوفيق والكياسة عندما تحدث في مؤتمره الصحفي الصاخب هذا عن اختياره المصر علي استخدام تعبير «الطائرة المفقودة»، حيث لم تكن قد وردت إليه معلومات بعد عن الطائرة في أعقاب سقوطها!، وقد حاول البعض من الجالسين في المؤتمر الصحفي المناوشة ببعض الأسئلة التي أبي أن يلتفت اليها الوزير، لعدم أهميتها أو جدوي أي حديث لا يستند إلي معلومات موثقة!، وقد أعجبني حرص الوزير  علي ذلك لأنه ليس من الذين يعز عليهم عدم الكلام لأنهم وزراء!، وهكذا كان حديثه إلي أحمد موسي يشير إشارات مهذبة ذكية إلي من احترفوا الحديث فيما يفهمون وما لا يفهمون!، وقد قرأ بعضًا من ذلك في إحدى الصحف لكاتب معروف، لكن الوزير كان مقنعًا للغاية فيما يقول، كذلك اختار لنفسه وحديثه ان يكون الوزير المسئول في معرض المسئولية.