رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

على الهوا

فى مصر وزراء يقرنون كل تصرف أو قرار يتصورون أنه ينال رضا وإعجاب الجماهير، يقرنون هذا التصرف أو القرار بعبارة «حسب توجيهات الرئيس».

هذه العبارة أصبحت من العبارات التى تثير سخرية الجماهير، والتى اعتبرتها الجماهير معياراً لتقييم الوزراء، ومع استخدام الوزيرـ أى وزيرـ لهذه العبارة تطلق الجماهير الكثير من التعليقات الساخرة التى تعبر عن رأى الجماهير فى هذا الوزير، هذا الرأى الذى يتراوح بين وصف الوزير بأوصاف قاسية يدور أكثرها حول كفاءته بدءاً من تواضع هذه الكفاءة وصولاً الى انعدام الكفاءة، مع صفات أخرى تتعلق بضعف الشخصية وما تسببه من كوارث.

توجيهات الرئيس السيسى وإنجازاته تتابعها الجماهير وتقدر كل التقدير الجهد المضنى الذى يبذله الرئيس، وتعرف الجماهير أن الرئيس عندما يختار مواطناً ليشغل منصب «الوزير» فإنه ـ أى الرئيس ـ يحاول أن يختار لهذا المنصب المهم الشخصيات التى تملك الخبرة والكفاءة والقادرة على أن تتحمل مسئولية اتخاذ القرارات الصائبة التى تحقق مصالح الجماهير والمصلحة الوطنية العليا.

ويعتمد الرئيس فى اختياراته على رؤية رئيس الوزراء وتقارير الأجهزة المعنية، ويبدو أن رؤية رئيس الوزراء وتقارير الأجهزة المعنية لا تلفت إلى تقييم «شخصية» المرشح للوزارة، وقد تركز على نزاهته وعلى ولائه، وتكون النتيجة عندما يتولى أحدهم منصب الوزارة نتيجة كارثية، فالتصرفات والتقارير التى يصدرها تتسم بالتردد أو الاضطراب، وينتظر دائماً ان يتلقى «التوجيهات» والتعليمات من الرئيس، وبهذا يصبح مثل هذا الوزير عبئاً على الرئيس لا عوناً له.

الوزير فى أى بلد محترم له رؤية ولديه خطط واضحة تستند إلى دراسات علمية لتطوير الوزارة المكلف بها.

وينفذ الوزراء فى البلاد المحترمة سياسات يؤمنون بها ويعرفون أساليب تنفيذها بأفضل الطرق.

هذه هى منظومة الحكم الرشيد وأسلوب إدارة الأوطان، حيث رئيس الدولة يتفرغ لتصريف المهام الوطنية العليا معتمداً على قيادات تتمتع بالكفاءة والقدرة يمارس كل منهم مهامه ومسئولياته فلا يشغل الرئيس بمهام تنفيذية يفترض أنها مسئولية الوزراء، ويتحمل كل وزير المسئولية كاملة عن قراراته وتصرفاته.

أما حضرات الوزراء الذين ينتظرون توجيهات الرئيس فهم عبء ثقيل على الرئيس، وإذا كانوا يتحدون القرارات بأنفسهم ولديهم الرؤية التى يتصرفون على أساسها ويحرصون فقط على استخدام عبارة «حسب توجيهات الرئيس»، فهذا تصرف ممجوج ويثير سخرية الجماهير بعد أن أصبحت هذه العبارة مثيرة لسخرية الجماهير، ومن المؤكد أن هذه العبارة لا تضيف إلى رصيد الثقة التى يتمتع بها الرئيس.