رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

رؤى

التصريح الذي أدلى به د. أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، مساء السبت الماضى، لقناة «صدى البلد»، يجب أن يُحاسب عليه وبقسوة، كما يجب منعه تماماً من الظهور فى وسائل الإعلام، لأنه بعقليته وفكره وثقافته هذه يسيء بالفعل لصورة الأزهر الشريف وأساتذته الوسطيين، ويجب كذلك تصنيفه ضمن قائمة المتشددين، والتفكير بشكل جاد فى منعه من التدريس للطلاب فى الجامعة.

خطورة فكر «كريمة» ليست في أنه كفّر فرقة أطفال الشوارع فحسب، بل فى أنه قام بتكفيرهم على السمع دون أن يشاهد الفيديو المختلف عليه، فقد بنى حكمه على بعض ما سمعه عن الفيديو وليس عن مشاهدته هو للفيديو.

وللأمانة لا نرى اختلافاً كبيراً بين رأيه، ورأى الشيخ خالد الجندي في نفس الفيديو سوى فى الصياغات، حيث يتميز «الجندي» عنه فى عدم خشونة الصياغات، وعنف مفرداتها، إذ إنه رأى في الفيديو هجوماً على ثوابت الدين، والسخرية من الشعائر المقدسة، وإن أوعز الخروج والسخرية إلى جهل الفرقة بحكم ما قدموه.

الواقعة لمن لم يتابعها نوجزها فى قيام الإعلامي أحمد موسى بعرض فيديو للفرقة أطلقته على اليوتيوب؛ بغرض تحريض المواطن البسيط ضدهم، كمبرر لحبسهم على ذمة قضية معارضة التنازل عن جزيرتى تيران وصنافير. الفيديو يتضمن سخرية الشباب من الخطاب الدينى الحكومى المقدم عبر إذاعة القرآن الكريم، حيث سخر الشباب بشكل لاذع من مضمون وأسلوب تقديم الإعلام الحكومي الديني، سواء من خلال البرامج، أو الخطابة فى المساجد، أو فى أسلوب تقديم شعائر المناسك.

موسى عرض الفيديو، وبدأ فى مهاجمة الفرقة، والتلميح إلى سخريتهم من الدين الإسلامى، بعد ذلك حاول استنطاق الشيخ خالد الجندى بما يدين الشباب، وللأمانة كان «الجندى» ذكياً، أدرك أنه مطالب بإدانة الفرقة لمعارضتها الحكومة، فمسك العصا من المنتصف، تناول انتقاد الشباب للخطاب الدينى وأسلوب تقديمه، وبعد أن حاصره موسى بالأسئلة الموجهة، اتهم الشباب بالسخرية من الثوابت الدينية، وأوعز ذلك إلى جهلهم بما فعلوا، لكن أخطر ما فى مداخلة الجندى أنه ساوى بين الرموز الدينية، مثل الفقهاء والعلماء، والأئمة، وبين ثوابت الدين، نفس الشيء وقع فيه كريمة التكفيري.

بعد انتهاء الجندي من مداخلته دخل د. أحمد كريمة، وسأله موسى عن مشاهدته للفيديو المذكور، وأكد عدم مشاهدته، وقال إنه تابع بعض ما قيل عنه، وليس كل ما قيل، ثم انطلق مغازلاً النظام بأحكام قطعية، كفّر الشباب لسببين: السخرية من الشعائر وثوابت الدين، والسخرية من الرموز الدينية، وطالب كريمة، سامحه الله، بتطبيق حد الردة عليهم، وقال (كرر أمثلة الجندي) لقد سجن إسلام البحيرى لسخريته من الأئمة، فمن باب أولى أن نسجن هؤلاء بتهمة سخريتهم من الرموز (يقصد المذيعة هاجر سعد الدين، والشيخ الشعراوى)، وفى حكمه على الفيديو الذي لم يشاهد مضمونه، استخدم مفردات الكفر، والتكفير، والردة، والسخرية، والازدراء، وهو نفس ما قد سبق ووقعت فيه دار الإفتاء منذ سنوات، عندما أشهرت صكوك التكفير، ورمت به كتاباً لأحد الباحثين لم يقرؤوه، بالله عليكم كيف نطمئن لتجديد الخطاب الدينى، ونبذ العنف، وهؤلاء يتصدرون المشهد؟

 

[email protected]