رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مكلمخانة

أغرقتنا العقود الأخيرة فى بحر صاخب من فوضى الألقاب وبعثرتها فى «فنجرة» مسرفة دون سبب مفهوم!، اللهم إلا رغبة حارقة فى النفاق والمداهنة!، أو القبول العام للإسراف فى منح الألقاب من غير ذي صفة، لمن لا استحقاق لهم فى حقيقة الأمر لحمل هذه الألقاب!، وأشد ما أخشاه أن تضاف الى أجيالنا الحالية التى تتجرع هذه الظاهرة العامة، الأجيال القادمة فتعيش هذه أيضاً على معلومات مزيفة وتقديرات ليست فى محلها لأناس وجدوا من يختلقون لهم الأحجام والمكانات!، وفى أسف بالغ أتلقى يومياً ما تعززه هذه «العاهة» الاحتجاجية التى ألمت بنا فيما أقرأه من صحف، أو أسمعه وأراه على الشاشات التليفزيونية، أو أصادفه مما أسمعه فى منتديات ولقاءات مختلفة، فقد أصبحت أضيق ضيقاً شديداً بما يتداولونه حالياً ومن مدة طويلة عندما يطلقون فى سهولة وتنزلق من ألسنتهم وأقلامهم عبارة «فلان قامة وقيمة»!، إذ أقلب فى صاحب الاسم الذى حاز هذا اللقب، فأتأكد من أن اللقب الذى ألحق باسم هذا محض نفاق رخيص وهراء خالص!، لأننى لا أعرف لهذا صاحب القامة والقيمة أى إسهام منه فى مجتمعنا لصالح حياتنا العامة أو فى ميادين التخصص العلمى، وهل الذين يمارسون هذه العادة المسرفة المرذولة فى «فنجرة» الألقاب والأوصاف فى مجال الفنون التى تتصل بالجمهور والعموم مباشرة، وقد تحول جميع من يمثلون ويخرجون الى حملة لقب «النجم» سواء من ظهر فى مسلسل واحد فى التليفزيون!، أو ساهم بالظهور فى دور ثانوى بفيلم رخيص من أفلام أيامنا الحالية، أو واحدة رقصت بالمصادفة البحتة لتترك وظيفتها المغمورة الى حيث رحابة عالم الرقص فتوصف هى الأخرى بالنجمة!، فإذا باللقب قد أصبح «طوق النجاة» من عالم الخلافات التى يشهدها وسط الفنون حول ترتيب كتابة الأسماء وأوضاعها فى الإعلانات والإشارات المختلفة!، ومادام إطلاق «النجم» و«النجمة» يخلق حساسيات بين فنانى أى إنتاج فنى، فليكن الكل نجوماً، وعلى المجتمع المصاب ببلادة عقلية أن يسكت عن الحقيقة سكوت الشياطين الخرس!

والمصيبة الأكبر أن ما حدث فى مثل هذه الحالات، قد لحق بمجالات علمية  كثيرة!، حتى أننا نفاجأ بضم البعض للبعض فى مجامع علمية مختلفة، بعد أن حقق الذين تم ضمهم درجة من الشهرة عبر الظهور فى وسائل الإعلام المختلفة، فأصبح الطريق أمامهم سهلاً للحلول على الأمكنة التى تهمل عادة من يستحقون!، وتسيطر على ميادين الثقافة فى بلادنا قامات بالغة الهزال عملاً بقاعدة «الصيت ولا الغنى»، حيث نجد هؤلاء يذيع صيتهم ممن أسميهم «صييتة الثقافة» لأنهم يتشممون مناسبات وأماكن الحضور!، دون أن يكون لهؤلاء أدنى قيمة فى الأسواق المنصفة للثقافة أولاً، قبل إنصافها للناس والحقيقة.