رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مكلمخانة

دائما ما تستوقفنى فى حياتنا العامة عادة من ثوابتنا فى الاعتياد، عندما ألاحظ أننا لا نفارق التزامنا باستخدام الألفاظ والتعبيرات بالدقة المعبرة عن واقع الحال ومقتضاه على قدره بالضبط، وما أريد قوله إننا نمارس حالة من «السلس القولى» - كما أسميه - بعد أن استوحيته من التسمية الطبية لمرض «السلس البولى» الذى يشخص ما يحدث لأى شخص يفقد التحكم فى حاجته إلى التبول!، ووجه الشبه بين الاثنين - السلس البولى والقولي - أنه يعني أن الناس يسترسل بعضهم فى الكلام كيفما اتفق ودون توقف، ثم التعثر فيما يأتى على خاطره من كلام يعبر به عن القصد الذى يرمى إليه باختصار!، ويكون استخدام الكلمات عنده لا يحمل أى دلالة محددة عما يقصد بالضبط، ويتجلى هذا «السلس القولى» عند نشوء أزمة أو مشكلة عامة تشغل الناس، هنا نرى أن «السلس القولى» ترتفع معدلاته ويصبح الأمر مباراة فى التعبير زاعق الصوت الذى يهول من الأمر كأنه كارثة، وقد وقعت كحادث جلل لا يمكن تداركه أو محو آثاره!، ولابد أن تكون أطراف هذه الأزمة أو المشكلة قد اتخذت كل منها مركزها التفاوضى الذى يبدأ بالتشدد المبالغ فيه!، ولا يرضى بغير تعويض مناسب واعتذار يراه واجبًا عما لحق به جراء هذه الأزمة، والتى غيره قد صنعها دون أن يحمل هذا الطرف نفسه أدنى مسئولية فى نشوء الأزمة!.

ومقابل هذا «السلس القولى» فى التعبير والمبالغة فى التهويل بشأن أمر الأزمة. نرى فى الجانب المقابل صنفًا آخر من الناس يقدمون لك مشورتهم عند نشوء أزمة بأن الأمر بسيط وبالغ السهولة!، بل ويكاد هذا الصنف من الناس يدخل فى روع ضحية الأزمة، بأنها أقل شأنا من أن تستهلك من التفكير والتدبر أى قدر!، وقد تستفحل الأزمة فتتحول إلى مصيبة إذا ما استطاع هذا المهون أن يترك الضحية وقد استراحت نفسه وطابت مطمئنًا إلى أن النتيجة فى صالحه وسوف ينصف فى النهاية!، وكثيرا ما يفعل بعض المحامين ذلك باعتبار أن القضية المعروضة أمامه غاية فى البساطة ولابد من النظر إليها على قدر هوان شأنها!، حتى إذا فوجئ صاحب القضية بحكم عليه يحمل ما لم يتوقعه من العقاب!، ليتركه الذى هون عليه يلملم جراحه!، ويصبح التهويل والتهوين من شأنهما إفساد أى شيء وكل شيء!.