رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مكلمخانة

كما نعرف جميعاً أن لمصر أعداء فى الداخل والخارج يتربصون ببلادنا، ويتصيدون الفرص للتأكيد على أننا مجتمع قلق تسوده الهمجية مما يجعل البلاد غير آمنة، ومع ثقتنا بالقيادة السياسية بعملها الدؤوب على العبور بنا إلى حيث إعادة مصر إلى موقعها المهم الذى عرفته فى عهود سابقة، إلا أننا لا نتفق حتى الآن على أننا نعانى مما يفعله بنا البعض منا لإهدار الكثير من الجهود الجادة التى تستهلك من البعض الآخر التفكير الدائب والعمل المضنى لكى يتعدل الشائع عنا فى ذهنية العالم -وفى بعضه مغرض ومتعمد- من أن مصر قد أصبحت بلداً غير آمن!، والعنف يسود الحياة بوجه عام!، ووقوع الجرائم من الأمور المعتادة واليسيرة مما لا يفرق بين الغرباء والمواطنين!، وفى حين يحاول البعض تثبيت هذه الصورة الذهنية فى أنحاء العالم عنا، وما يترتب على هذا من أزمات حادة لنا، وانقطاع الموارد مما كان يشكل أركاناً مهمة فى دخلنا القومى، مع سعى حثيث من القيادة السياسية لفتح الأبواب التى يمكن لنا منها تجديد مواردنا، وتنشيط صناعتنا الوطنية، كل ذلك مما لا يمكن إنكاره فما لى أرى هذا الذى يصنعه بنا البعض لكى لا تهدأ البلاد وتتفرغ لتعبر أزماتها ومواجهة احتياجات الناس! لتنفجر بين الحين والحين -ودونما انقطاع أو تقطع فى الوتيرة- أزمة تشغل العموم، وتضيف إلى جهود الذين يتربصون بنا -بكرم ملحوظ- جهودنا الخاصة لتتضافر مع أعدائنا فيما يدبرون لنا.
ويكفى هنا رصد ما جرى على صعيد شهور أربعة مرت علينا من العالم الحالى، لنثق فى أن طاقتنا الإنتاجية من الأزمات والمشاكل قد تفوقت على كل ما عداها من طاقاتنا الوطنية! وقد تكو الطاقة المستثناة من ذلك طاقتنا فى التغنى بمجال التكريمات واصطناع المهرجانات التى أصبحت الواجب البارز لمسئولين لا يفعلون شيئاً سوى تشريف هذه المناسبات بالحضور!، ولست بالطبع فى مجال رصد هذه وهى لا تعنيني أو تعني غالبية الناس في شيء، أما مجال الأزمات وانفجارها بمستوى غير مسبوق فلنأخذه بغير ترتيب حدوثه وتواريخه، فقد حلا لبعض أفراد الشرطة أمناء وضباط أن يطلقوا النار على مدنيين عزل من أى سلاح لأسباب غاية من التفاهة!، بل لعلها مجرد رغبة فى إنهاء حياة أفراد ليس إلا! وخذ عندك إضراب الأطباء الذى استمر أياماً وأياماً احتجاجاً على  اعتداء أفراد الشرطة على أطباء مستشفى عام! ويضطر أرباب المعاشات إلى الاعتصام والتجمهر احتجاجاً على إهمال شكاواهم من معاناة ضيق العيش، وأموال المعاشات لا يعرف لها مستقر أو موعد لعودتها للمستحقين باستثناء مطامنة حكومية سخيفة مفادها بأن أموال المعاشات «فى الحفظ والصون»!، ثم تنفجر أزمة التعليم الجامعى المفتوح والقرار بإيقافه! ولا بأس من القفز برسوم تعليمية من الألف إلى خانة الخمسة آلاف جنيه! ثم اكتشاف أن هناك بعضاً من ضباط الشرطة كانوا عيوناً لبعض مشاهير المجرمين! حتى وصلنا إلى أزمة نقابة الصحفيين مع وزارة الداخلية، وما زال لهيبها مشتعلاً حتى الآن!، ثم مناشدة البعض للرئيس أن يتدخل فيحسم الأمر لتهدأ الفتنة وتنجلى الغمة!، وبعد ذلك هل لنا أن نتهم الآخرين بأنهم وراء ما نحن فيه من القلق والتوتر!، وهل بما نفعله نحن نقنع الآخرين بالقدوم إلينا لسياحة أو غير ذلك من الأغراض!