عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

< جاء="" اللواء="" مجدى="" عبدالغفار="" وزير="" الداخلية="" فى="" ظروف="" استثنائية،="" فقد="" كان="" إرهاب="" الإخوان="" يضرب="" مصر="" كلها،="" وكانت="" أبراج="" الكهرباء="" يتم="" نسفها="" وتوضع="" المتفجرات="" فى="" تجمعات="" رجال="" الشرطة..="" وكان="" ضباط="" الشرطة="" وأفرادها="" يتم="" قتلهم="" بالرصاص="" أو="" المتفجرات..="" وكان="" ذلك="" مشهداً="" يومياً="" يتكرر="" عشرات="" المرات="" كل="" يوم..="" والحق="" أن="" مجدى="" عبدالغفار="" نجح="" فى="" إيقاف="" ذلك="" الإرهاب="" والإيقاع="" بعشرات="" من="" شبكات="" الإخوان="" والقبض="" عليهم..="" فكان="" أن="" تقلصت="" تلك="" الحوادث="" الإرهابية="" حتى="" كادت="" أن="" تتوقف="">

هكذا نجح وزير الداخلية على المستوى الجنائى، فعاد الأمان للشارع المصرى وانزوى إرهابيو الإخوان والجماعات إلا من صفحات الفيسبوك ودعواتهم التحريضية.

ولكن نجاح وزير الداخلية وجهاز الشرطة على المستوى الأمنى، قابله للأسف الشديد فشل ذريع على المستوى السياسى والاجتماعى.

فإذا كانت الحكومة والنظام أطلقا يد الداخلية من أجل استتباب الأمن حتى لو كانت ثمة تجاوزات كبيرة طالت الشرطة فى هذا الأمر.. إلا أن يد الشرطة الطليقة طالت الشعب أيضاً بمثل ما طالت الإرهابيين والمجرمين.. وشهد المجتمع المصرى تجاوزات عديدة فى حق الشعب.. سواء فيما اقترفه أمناء الشرطة من حوادث قتل للأبرياء.. وحتى بعض الضباط فى نفس الأمر.. ووصلت المسألة إلى استعداء فئات كبيرة فى المجتمع مثل الأطباء بعد مشكلة الداخلية وتجاوزات بعض أفرادها مع الأطباء فى المستشفيات.. وقبلها مشكلة الداخلية مع نقابة المحامين التى انتهت باعتذار السيد رئيس الجمهورية للمحامين وصولاً إلى مشكلة الداخلية الأخيرة مع نقابة الصحفيين.. واقتحام الداخلية النقابة للقبض على اثنين من الصحفيين صدر أمر من النيابة بضبطهما والقبض عليهما.

< وفى="" تلك="" الحادثة="" الأخيرة="" يظهر="" غياب="" الحس="" السياسى="" لدى="" الداخلية="" وتهورها="" الذى="" لا="" يحسب="" حساب="" أى="" رد="" فعل="" لما="" تقوم="" به="">

فنقابة الصحفيين هى نقابة الحريات فى مصر.. وحتى سلالم النقابة تحولت إلى منبر للحريات طالما وقف فى وجه مبارك ثم مرسى.. وحتى هذه اللحظة.

وما كان على الداخلية أن تقوم باقتحام نقابة الصحفيين أياً كانت الأسباب، خاصة والأجواء فى مصر ملتهبة بسبب الأحداث الأخيرة.. وكان على وزير الداخلية وقياداته التفكير بعقلية سياسية لا أمنية حتى لا يسببوا مزيداً من المشاكل للنظام كان فى غنى عنها.

وبالرغم من خطأ النقابة فى أنها أوت مطلوبين للعدالة.. فقد كان يمكن حل المسألة بالتحاور مع النقابة لتسليمها الصحفيين اللذين التجأ إليها.. حتى يمثلا أمام النيابة.. ووقتها لا يمكن لوم نقابة الصحفيين.. ولا تصاعدت الأمور بهذا الشكل.

ولست أرى حلاً لتلك المشكلة إلا باستقالة السيد وزير الداخلية ليس فقط بسبب تجاوزات الشرطة وليس أيضاً بسبب ما جرى فى نقابة الصحفيين.. بل لأننى أرى أن اللواء مجدى عبدالغفار قد أدى مهمته بنجاح على المستوى الأمنى والجنائى.. والمرحلة الآن تتطلب وزيراً للداخلية يراعى المستوى السياسى والاجتماعى لعقد مصالحة جديدة بين الشرطة وكل فئات الشعب.. فمصر لم تعد تحتمل أي تجاوزات تسحب من رصيد النظام!