رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

شعاع

باتت خيبة العرب خيبة قوية، دولاً تتمزق، وشعوباً تذبح، وفساداً فى الذمم، وضعفاً فى النفوس، وإرهاباً يأكل الأخضر واليابس، ونتج عن ذلك، أن أصبحنا أضحوكة العالم، نستورد منهم كل شيء، نستورد الغذاء، ونصدر لهم الإرهاب،، نحن أمة بلا علامة أو بصمة فى الحياة، لا لون ولا طعم ولا رائحة، صرنا أمة تأكل من جهد غيرها، وتستهلك من سواعد عدوها، للأسف صارت شعوبنا عالة على الحكام، وحكامنا عالة على غيرهم، ربما صار أراذلنا يحكموننا، نأكل ونشرب بالكاد، ومطلوب من كل فرد الشكر والعرفان، لمجرد أنه عايش فى ظل السلطان، ومن يطلب شيئاً من الحرية، والرحمة والإنسانية، تقوم عليه الدنيا، مثلما حدث فى سوريا، وغيرها مثل العراق واليمن وليبيا، الشعوب تموت فى سبيل الحرية، والحكام خائفون على مناصبهم، تفنى الشعوب ويعيش الحاكم، ولو على أطلال الشعب المنهوب.

انظروا إلى أطفال سوريا، نحن جميعاً مسئولون أمام الله عما يحدث لهم، ولعنة الله على أى حاكم عربى، ومسلم، يستطيع أن يفعل شيئاً وسكت واستكان، وقال ليس فى الإمكان أبدع مما كان، أنه ساكت عن الحق، وفيه نصرته، وفى يده شعوب تتوجع، وقلوب تبكى من هول مناظر الأطفال المحترقة والمتفحمة والمدهوسة، والغارقة، أنه كالشيطان الأخرس، ربما -نحن الشعوب- لا نملك إلا الدعاء، ونقول اللهم أرنا فى حاكم سوريا ومن يعاونه، يوماً أسود، كيوم عاد وثمود، اللهم أذله فى الدنيا، واخزه فى الآخرة، اللهم بقدرتك اجعل منه آية لكل سفاح ومجرم وجزار.. اللهم أنزل ستائر الصبر على إخواننا فى سوريا، ومن فى وضعهم فى الأقطار والأمصار، حقيقى المنظر مرعب، تصوروا غيرنا، ممن لا يعرفون ديننا، يعطفون على شعوبنا ربما أكثر من حكامنا، هرب الغلابة من سوء وفساد السادة إلى البحر غرقى، وإلى البر قتلى، هرباً من جور الحكام، هربوا إلى أماكن، قد يكون فيها رحمة وحرية، ولقمة عيش طرية، بعيداً عن حياة نكدية، وفساد طال حتى الركب وتخطى الحنجرة والقصبة الهوائية.

يا سادة صدقونى، نحن العرب، لا نجيد إلا الكلام فى الاجتماعات، وشجب الانتهاكات، وإصدار البيانات، وعندما تخرج التوصيات، يلقى بها فى سلة المهملات، مثلاً: أين قرار القمة العربية الأخيرة، بإنشاء القوة العربية المشتركة، وأين القرارات النارية تجاه ما يحدث فى العراق واليمن وليبيا وسوريا وفلسطين والسودان، أين نحن يا حكام العرب والإسلام، مما يحدث من تقسيم أقطارنا، بقرار من غيرنا، ونحن نيام، مشغولون بالكراسى، والحفاظ على المراكز، وجمع الغنائم، دون معركة، أو انتصار، هل يعقل أن نهرب إلى من يدبر لنا أمورنا، من خارج أقطارنا، ونطلب منه الحل، فى مشاكل داخلية، لا تحتاج سوى وحدة الصف، بعيداً عن تدخلات خارجية، نحن إذن أمام حكام، ربما لم يتعلموا معنى الشهامة، ومن إعلام لا يعرف إلا سكة الندامة، والتطبيل والتزمير للحكام، فى كل وقت وآن، فى نظرى أن الإعلام الغربى المعادى، ربما يتناول قضايانا بشكل محترف ووافى، وقد يشخص ويحلل الأحداث بميزان حساس، لأنه حر وغير خائف من بطش سلطة أو عين بصاص، يا رب احم مصر، واحفظ أطفال سوريا وأهلهم.

 

 

[email protected]