عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

لا يستطيع أحد أن ينكر ميراثنا الثقيل من الفساد والجهل والتأخر فى مختلف المجالات والنواحى خلال السنوات العجاف الماضية التى مرت علينا كمصريين أو عرب، فالمنطقة بأكملها تعرضت -وما زالت- لأبشع أنواع التخريب والتقسيم والهيمنة التى أفقدتنا الكثير والكثير من مقومات النجاح والتقدم وقامت الثورات تحت شعار واحد ورغبة واحدة فى التغيير للأفضل على كافة النواحى والمؤسسات، ولكن ما يحدث على الساحة الإعلامية، هو بامتياز مهزلة لا أخلاقية هدامة لكل ما نرجو من تقدم، أو على الأقل الاحتفاظ بهويتنا السلوكية المصرية والدينية واحترام مهنة الإعلام وعقل المشاهد، ولكن ما نراه هو حالة من التخبط بلا رقيب ولا شبه خطة مدروسة تعقل وكأننا نؤذى أنفسنا بأيدينا ونحن مدركون لسيطرة بعض رجال الأعمال والتمويلات الخارجية مجهولة المصدر والمشبوهة فاختلطت المفاهيم واختلفت الرؤى لمفهوم ومعنى الحرية إلى الهمجية والأصوات الهدامة العالية ونبرة التجنى واللامبالاة صارت الأقوى وهكذا يتضح لنا المقصد الخفى وراء اندلاع الثورات الواحدة تلو الأخرى ورغبة كل من نفذ وخطط خارجيًا وداخليًا فى تدمير وإفساد العقل والفكر المصرى بعاداته وتقاليده ومثله التى ميزته عن غيره فى رفعته ومكانته، فعندما تريد اغتيال شعب أو أمة؛ ابدأ أولاً باغتيال فكرها وتدميره وطمس الإبداع والابتكار والموهبة الخلاقة.

وعلى الرغم من معرفة من يدعون أنهم المثقفون والصفوة من بعض المطنطنين وأصحاب القنوات ومقدمى البرامج والقائمين عليها، بتفاصيل ما يحدث وما يحاك ضد أجيال نجد - ما أعتبره من وجهة نظري- عارًا على إعلامنا المصرى بكل المقاييس وبعيدا عن الفضائيات التى تفتح شاشاتها للحوارات الهشة والألفاظ الجارحة من شتائم وإيحاءات مقززة لأنها صارت الأكثر شيوعاً وسيطرة على المشهد، فالأكثر مرارة هى عملية تخريب وإجهاض دور العلم والتعلم، وتخريب فكر أجيال بما تقدمه تلك القنوات الغوغائية من برامج الدجل والشعوذة دون كسوف أو حياء؛ معلنين عن "عمل لجلب الحبيب، وجلب البعيد بعد نصف ساعة أو خرزة زرقاء وخاتم يقرب الحبيب ويأتى بالعريس"، إضافة إلى علاج العقم والربط وحل مشاكل الإنجاب والزواج والعنوسة بتميمة سحرية، وغيرها من مهازل ومشاهد لا تليق بالذوق العام المصرى ولا بالتقاليد الشرقية، لنرى أنفسنا وأبناءنا أمام سلسلة من إعلانات منفرة كانت من قبل تعتمد على الإيحاءات الجنسية لكن الآن فى ظل الانحلال ورعاته؛ صار السائد هو تلك المشاهد الخادشة بل القاتلة للحياء ضاربة بتعاليم الأديان وأخلاقيات التحضر عرض الحائط.

ونسأل هنا: أين المسئولون وأين الرقابة ودورها والقانون؟ هل فقدت السلطة هيبتها وسيطرتها لهذا الحد عن الأوضاع المهينة؟ وهل هي غيبوبة لمن بيدهم الأمور، أم هى غيبة السلطة ذاتها؟!