رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

تسألنى هل الحرية رموز فى حياتنا نتخذه شعاراً نتعايش به أو عليه، أم نموذج صنمي مثل تمثال الحرية التى أهدته فرنسا لأمريكا - وصار لديها - أى الأخيرة - رمزًا بلا روح للحرية العرجاء فى بلاد تغيب فى دهاليزها الإنسانية كلها وليست الحرية فقط؟

أم أن الحرية وحياة للناس والأمم والشعوب - لقد كتب توفيق الحكيم روايته "عودة الروح" وهو بلا شك كان قاصداً عودة الحياة الحقيقية للناس.. لقد حيرتنى الحرية وحيرنى فيها الرمز.. وآلمنى فيها الحياة الحقيقية التى ينشدها البشر.. كل البشر فى شتى بقاع الأرض.. والحرية ثمنها غالٍ.. لأن الحياة الحقيقية التى تخلو من الظلم والاستبداد ثمنها غالٍ أيضاً.. وكلاهما.. الحرية.. والحياة الحقيقية التى تخلو من الظلم والاستبداد ثمنها غال أيضاً.. وكلاهما.. الحرية.. والحياة الحقيقية مقصد أسمى وأمل كبير للإنسان أيا كان.. ومتى كان.. وفى أى زمن كان.

ولقد عاصرت البشرية صنوفاً عدة من كتب الحرية.. بل قتلها أحياناً.. حتى أن الإنسان القوى استخدم الإنسان الضعيف استخداماً قسرياً بشعاً.. وأفقده حريته تماماً.. وحوله فى أزمنة كثيرة مضت إلى عبد له.. منتهكاً آدميته وإنسانيته التى تحولت إلى ما يشبه البهيمة فى استغلالها وقهرها وإجبارها على فعل ما لا تحب وما لا ترغب .. بل وما لا تقدر أيضاً.

ورأيى أنه فى العصر الحديث الذى نعيش فيه ما زالت الحرية الحقيقية رمزاً يشار إليه ويتباكى عليه الكثيرون الذين لا يرون فى أنفسهم ولا فى حياتهم كلها شيئًا مما يسمى حرية.. حرية حقيقية لا قيود عليها ولا ابتزاز لها أو باسمها بشتى أنواع الابتزازات المعروفة والمرئية أو المستترة وتؤدى نفس الغرض فى القمع والقهر واللذين لا يمكن أن يكونا إلا أضداداً حقيقية للحرية.

والإنسان المعاصر يجد الظلم والقهر وأيضاً الاستبداد فى شتى نواحى الحياة التى يحياها وليس يعيشها.. وهو فى واقع الأمر مجبر على الفعل منذ نعومة أظفاره وحتى يخط الشيب رأسه وحاجبيه.

وهنا تكون حريته ضائعة أيضاً كما ضاعت فى غالب مشوار حياته منذ نعومة أظافره.. ولكننا لن نعول على ذلك.. بل سنطلق لأنفسنا العنان ونقول إن الحرية بين أيدينا وأننا ولدنا أحراراً ولن تستعبدنا أية وسيلة حياتية ولا أية قوة قهرية يصنعها الآخرون لقيد الحريات.. سنقول ذلك وسنملأ الدنيا صراخاً وعويلاً واحتجاجات مطالبين بحقنا فى الحرية فى أنفسنا وفى مشمول حياتنا فى كل نواحيها خاصة فيما يتعلق بالإبداع والتفكير والأفكار.. فنحن أمة ذات حضارة عريقة.