رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مكلمخانة

كلما تردت أحوال تليفزيون مصر إلى حد عدم القدرة على تقديم أى إنتاج جديد، أو ملاحقة التطورات الإخبارية بالصورة وتغطية الأحداث فى الداخل أو الخارج، بالاعتماد على الأرشيف، والعجز عن تمويل البرامج الكوميدية الجديدة، رغم إصرار التليفزيون على بث قناتين للكوميديا!، وقد أصبحت المواد المقدمة فى هاتين القناتين تثير السأم والسخافة، وليس فيها ما يضحك على الإطلاق!، ثم تكرار بضعة أفلام ومسرحيات لا يمكن تجاوز عددها الذى أصبح مقررًا على المشاهدين!، طالما أن التليفزيون لا يملك ما لا ينفق منه على استئجار أفلام ومسرحيات جديدة لحق العرض الذى يمتد لمدة متفق عليها!، ولا أحب الاستطراد فى عرض ألوان معاناة التليفزيون من ضيق ذات اليد بما ينعكس على مشاعر المشاهدين بالسلب تجاه ما تطرحه شاشة تليفزيون الدولة على الناس!، لكننى كلما قرأت المتداول عن العجز المالى وحجم المديونية التى تراكمت على التليفزيون، ثم التناقضات التى تنشر عن ترقيات وقطاعات واستحداث ما لا يأتى بجديد!، ثم بقاء أعداد الجيوش الجرارة من العاملين فى هذا المبنى وقد تجاوزت أعدادهم الأربعين ألفًا. كلما طالعت هذا كله وأصبح واقعًا ماثلاً تنتابنى الدهشة ممن لم يتوقعوا ـ ومنهم بعض العاملين وخاصة القيادات فى المبنى ـ أى أحوال مغايرة تبعث على الطمأنينة خلافًا لما يسود المبنى حاليًا!، بل ما هو واقع دليل إدانة لكل السياسات التى اتبعها كل من تولوا أمور إدارة هذا المبنى كمرفق مهم من مرافق الدولة يخدمها وتحتكر موقع الأولوية لبثه ما يعنيها وتهتم به حتى لو كان فى ذلك إهدار مواد مهمة عند الناس، لكنها لا تعنى الدولة أولاً وأخيرًا، فأتذكر أن وزير الاعلام الأسبق صفوت الشريف كان يرابط فى المبنى الساعات الطويلة لمراقبة الأداء العام للجهاز، حتى أنه كان يهتم بحضور البروفات الخاصة بالغناء لواحدة من المطربات فى حفل مزمع إقامته ويحضره الرئيس الأسبق مبارك!، وقد استمر صفوت الشريف وزيرًا للإعلام سنوات طويلة فى خدمة النظام الذى انتسب إليه، ومنذ أن ترك صفوت الشريف منصب وزير الاعلام لم يأت فى المنصب من يملأ الفراغ الذى لم يجد من يملؤه!، ولكن مبنى الإذاعة والتليفزيون لم يفطن كل من تولوا أموره إلى هذه الهجمات البشرية المتتالية للعمل فى المبنى بأجور ومرتبات ابتلعت كل الاعتمادات إلى حد التضحية بالإنتاج فى سبيل الوفاء بأجور ومرتبات الموظفين!، والذين أقتنع تمامًا بأن أزمة فقر وإفلاس التليفزيون مما يتسم بالاستمرارية الثابتة طالما بقى فى أرجاء المبنى هذه الجحافل ممن لا لزوم لهم!، فمعظمهم من هذا النوع للأسف الشديد!، والسبب فى ذلك طوفان «التوظيف» بلا ذمة ولا ضمير ودونما حاجة!