رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

يبدو أن المسافة القصيرة الفاصلة بين الرئيس الإيراني حسن روحاني والملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز في القمة الإسلامية كانت بحساب المسافات بضعة سنتيمترات؛ ولكنها كالمسافة بين المجرات في عرف الأفكار والآراء والمصالح  بين البلدين؛ وخاصة في وجود شخص مثل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، القادر على زيادة الفرقة بأسلوب الصديق اللدود للجهتين؛ فهو الحالم بالزعامة في العالم الإسلامي والتي تقف كل من السعودية وإيران دون تحقيق هذا الحلم بعيد المنال وخاصة مع تصاعد الاحداث على غير هوى؛ وحساب أردوغان فى سوريا.

إن القيادة السعودية ذهبت إلى قمة إسطنبول على أمل شد الخناق حول رقبة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، من كل الجهات خليجياً، وعربياً وإسلامياً.  حتى تعزل  إيران في تلك المنطقة وحيدة، لتحقق نصراً دبلوماسياً كبديل يعوضها عن الإخفاق في الميدان الحربى الذى يعد انتصاراً لإيران ببقاء الرئيس السوري بشار الأسد، وكذلك في اليمن باستمرار «أنصار الله»، حلفاء إيران في صنعاء؛ ووجود عبدالملك الحوثي ومن معه بعد مرور عام على عاصفة الحزم. بالطبع كان هناك حشد سعودي متمثلاً في حضور الملك نفسه المؤتمر. 

ومع كل محاولات وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف تذويب الثلوج بين البلدين بفتح  نقاش حول النقاط التي تدين إيران وحزب الله، إلا إن هذا قوبل باعتراض السعودية والدول المؤيدة لها؛ وزاد الطين بلة أن تركيا كانت لا تريد إغضاب الملك حتى على حساب أنجاح القمة!».

 وربما هذا ما دفع الجانب الإيراني للاعتراض بأسلوبه عن طريق مغادرة الرئيس الإيراني والوفد المرافق للقمة قبل تلاوة البيان تنديداً بما جاء فيه، وتحديداً البنود والإجراءات المعادية لإيران. وبدت القمة وكأنها صفعة سعودية للجانب الإيراني بمباركة تركيا التي من مصالحها الحالية اللعب مع الجانب السعودى لكسر شوكة إيران التى بدت فى الآونة الاخيرة أكثر قوة عما قبل؛ ولا يعنى هذا أن تركيا لا تبحث عن مصالحها مع إيران بالاتفاق على منع استخدام الأحزاب الكردية في تقسيم سوريا، وبالتالي منع استخدامها ورقة ضغط على الأمن القومي التركي داخلياً وخارجياً،  والعمل على منع  الحكومة الإيرانية من دعمها لحزب العمال الكردستاني في جبال قنديل.

وفى الواقع إن القمة الاسلامية كانت بمثابة استعراض القوة بين إيران والسعودية؛ ولعب على كل الأحبال من تركيا لتحقيق مصالحها الشخصية على حساب أي شيء وتلك هى قيم وقناعات قيادتها.