رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مكلمخانة

في غمرة احتجاجه واستنكاره للضجة المثارة ووليمة الكلام التي انعقدت حول جزيرتي "تيران" و"صنافير" تساءل مذيع قناة «الحياة» تامر أمين في برنامجه"الحياة اليوم" مساء الثلاثاء الماضي عن  كيفية حصول بعض زملائه الإعلاميين علي  المعلومات التي يعلنها هذا البعض علي المشاهدين!، وهل هناك من يمد هؤلاء بالمعلومات دون الآخرين!، وضمن تساؤله أبدي استنكاراً شديداً لبعض آخر أدلي بدلوه في الموضوع  دون أن يكون لديه أي معلومات أو خرائط تخص الموضوع!، فكان أن أصبح لدينا كما رأي تامر أمين  فريقان من الإعلاميين: أحدهما ينتصر انتصارًا مفتعلاً لفكرة أن الجزيرتين مصريتان!، وفريق آخر يدافع في حرارة عن أحقية السعودية في ملكية الجزيرتين.

وليس لي إلا أن أحسن الظن  بالمذيع الذي يجوز لي أن أعتبره مخضرمًا، فلا أتصور أنه يتساءل عن عدم معرفة بطبيعة الجهات التي تمد زملاء له  بالمعلومات التي يعلنها هؤلاء علي المشاهدين، فتامر أمين يعرف لاشك أن هؤلاء الزملاء الذين يتحدث عنهم قد أصبحوا  كما يمكن أن أسميهم «وكلاء فابريقة  المعلومات» الذين يحتكرون ـ أو يسهل لهم ذلك ـ  الاطلاع وحيازة بعض الصور الضوئية لمستندات أو وثائق يراد لها أن تذاع!، في حين تحجب هذه المعلومات والصور الضوئية عن إعلاميين آخرين يرغبون  في الحصول علي المعلومات وصور من الوثائق، ولكنهم لا يسمح لهم حيث هم غير معتمدين ضمن وكلاء «الفابريقة»!، ويبث «الوكلاء» معلوماتهم وما تحويه أوراق ومستندات أمامهم في زهو بالغ!، حتي أنني مرارا أطالع أحدهم علي الشاشة في برنامجه وهو يتحدي أي كائن في مصر عنده حقيقة مغايرة!، أما الذين تحدث عنهم تامر أمين وكيف يدلون بآرائهم في كل شيء دون أن تكون عندهم مستندات أو وثائق أو خرائط ضرورية!، فإن تامر يعلم أن هناك من اصطنعوا اصطناعاً ليكونوا نجوم حديث في برامج تحمل أسماءهم دون أن يكون لديهم أدني التأهيل لذلك!، ولعل وجود هؤلاء وغيرهم ممن يهتمون بالاستنكار والإلمام والإحاطة بالموضوعات التي يطرحونها قد أصبح المشاهد خبيراً بالفريقين يتابعهما ولكنه يعرف مع من يغلق جهاز التليفزيون ولمن يتركه مضيئاً يفكر معه حتي النهاية!، ولم يعد ينطلي علي المشاهد المصري تظاهر البعض من المذيعين بالجدية والتعمق و التقعر في الألفاظ مع  فحش الأخطاء اللغوية!، إذ سرعان ما ينكشف الغطاء  المزيف عن هؤلاء، ولا ينبغي أن نأسف لأن «وكلاء فابريقة المعلومات» هم الذين تصطفيهم بعض الجهات فتخصهم بالمعلومات والأوراق!، بل لابد لنا جميعاً أن نلح في المطالبة بتدفق المعلومات وإتاحتها لكل المنوط بهم الشرح والايضاح  في حديثهم للناس.