رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لازم أتكلم

* تهدد إيطاليا مصر إذا لم تتعاون معها وبشفافية فى فك لغز مقتل مواطنها «جوليو ريجينى»، وتتوعد روما القاهرة بانها  ستتخذ إجراءات فورية وملائمة على حد تعبير وزير خارجيتها «باولو جنتليونى»، إذا أصر المسئولون المصريون على عدم كشف حقيقة مقتل الشاب الإيطالى، ويحاول الوزير إلصاق تهمة القتل بمسئولين بوزارة الداخلية المصرية، ويؤكد بلغة تهديدية واضحة «أن دولته لن تقبل أى حقيقة مصطنعة بدهاء، وأن السلطات الايطالية لن تستسلم لنسيان هذا الحادث» .

* ورغم اننى مصرى، ولا أقبل هذه اللغة التهديدية ضد أى وزارة أو مؤسسة أو سلطة مصرية، إلا أننى أرفع القبعة لهذا الوزير الذي يدافع باستماتة عن شاب من أبناء دولته قتل، فى دولة أخرى، دون معرفة السبب الحقيقى، معتبراً ذلك امتهانا لسيادة وطنه ولكرامة إيطاليا كلها.

* يقول وزير الخارجية: إن «المصلحة الوطنية تحتم علينا الدفاع حتى النهاية ضد أي شخص يسيء لأى إيطالى، ولن نسمح بأن تداس كرامة بلادنا» وهذه العبارة فى حد ذاتها أعتبرها درسا يجب ان يتعلمه كل مسئول مصرى، فى الداخل والخارج، فهى تكشف ولأى مدى قيمة إحساس المسئول بالكرامة والعزة، وهو يستميت حتى النهاية لحماية حقوق دولته ومواطنيه، وهو ما لا يعيه للأسف مسئولون مصريون كثر فى الغربة ،  لا يتحركون ولا تنتفض عروقهم ، ولا تنطق ألسنتهم ، وهم يرون ويشهدون بام أعينهم حوادث كثيرة تهدر فيها كرامة المصريين علنا.

* ولن نذهب خارج إيطاليا ، ففيها نموذج حى على ما أقول ، فلمصر رجل فقير  يدعى «عادل معوض» مضى على اختفائه  فى ظروف غامضة تماما ـ مثلما حدث للشاب ريجينى ـ أكثر من خمسة أشهر، ولم تقم مصر الدنيا وتقعدها كما فعلت إيطاليا، التى جعلت من ريجينى قضية أمن قومى لا تضر بايطاليا فقط بل أوربا والعالم كله، هكذا نجح الإيطاليون، وفشلنا نحن فى اختبار الكرامة ، والدفاع عن المصريين بالخارج، بل لم نستطع إيصال قضية هذا الشاب المصرى، الذى كان يعمل طباخا لدى إحدى الإيطاليات إلى مجلس النواب وليس الاتحاد الأوربى.

* فمع أن الشرطة الإيطالية لم تبلغ مصر بأى شيء عنه حتى الآن ، ولم تقدم لأسرته فى زفتى بالغربية، ولا السلطات المصرية أية معلومات ، علما بان الرجل يعيش فى إيطاليا منذ 14 عاماً، ومعروف السكن والإقامة والعمل، وليس هاربا، ولا يعمل مع أى منظمات دولية ولا يحزنون، وحسب إفادة أهله «ليس له فى التور ولا الطحين».  

* والغريب أن الأجهزة الأمنية فى دولتنا  ولا وزارة الخارجية المصرية لم تتحرك بنفس الحدة ولم تهدد إيطاليا ولم تتوعد أجهزتها، بل تتعامل مع القضية بهدوء وبطء لا تحسد عليه! وهو ما يجعل المصريين يتساءلون... هل دم ريجينى الإيطالى أغلى من دم معوض المصرى؟، وهل الإيطاليون لديهم كرامة ونحن نفتقدها؟ أو لا نبحث عنها؟ ولماذا تشكك إيطاليا فى روايات الداخلية المصرية، ولا تعترف بتحقيقاتها ولا بتحرياتها؟ هل لأن أجهزتنا الأمنية سمعتها سيئة عالميا؟ أم لتقصيرها وعجزها فى جمع الأدلة الكافية لتقديم الجانى الحقيقى للعدالة حتى ولو كان من أفراد الداخلية نفسها ؟  

* نعم .. كان الدم المصرى رخيصاً يا سادة... وكم من حوادث مريرة حدثت لأبرياء فى الغربة، لم يعرف أحد مصيرهم ، بعضهم تم تعذيبه وقتل فى الخارج ، والآخر اختفى ولم يعد له أثر، وتتعامل أسرته على انه ميت ولم يستدل عليه ... ولكن هل يليق ذلك بمصر الآن؟! أعتقد ان درس الكرامة الذى لقنه وزير خارجية إيطاليا لكل مسئول مصرى يجب أن يدرس، ولعله يكون نافذة جديدة للحفاظ على كرامة المواطن المصرى.

[email protected]