رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مكلمخانة

دأبت على مطالعة أبواب شكاوى ولواعج القرار فى مختلف الصحف من سنوات طويلة حيث تعلمت هذا من أساتذة كبار فى المهنة الصحفية التى استهلكت سنوات العمر ومازالت  تستهلك، فقد كانت نصيحة هؤلاء الكبار أن التعرف على آلام الناس وشكاواهم يكشف للصحفى عن كثير من الأفكار التى تواتيه فى عمله الصحفى، وفضلاً عن ذلك فإن هذه الشكاوى يحمل بعضها بعض الغرائب التى لا تخطر ببال مما نجده مثيراً للدهشة والاستغراب حيث لا يتصور أحد منا أن ما نطالعه فى أبواب الشكاوى من هذه العينة موجود!، وبعض من هذه الشكاوى يثير عندى غيظاً ورغبة حادة فى السخرية من أصحابها الذين يبدون فى شكاواهم وكأنهم لا علاقة لهم بما نحن فيه!، بل هم لا يحفلون بما حولهم إلا فى حالة طلبهم لعون خليط من الأشكال  والأنواع!، وهم لا يخجلون فيما يطلبون إذا ما كانت لهم مسئولية مباشرة عما هم فيه!، بل يجهرون فى صراحة فجة بتحديد طلباتهم التى دونها لا يريدون!، فمصر من أقصاها الى أقصاها ـ مثلاً ـ قد أصبح جميع سكانها يعرفون أننا نعانى من ارتفاع معدلات المواليد الى حد الانفجار السكانى الذى أصبح يمثل خطراً على كل محاولاتنا فى التنمية وتبتلع عوائدها هذه الزيادة السكانية، وكم من عينات الشكاوى يثير الغيظ ويرفع ضغط الدم المرتفع أصلاً، فلاشك أن منكم من طالع ـ وهذا مثال ـ مظلمة من أحدهم الذى لا يقرأ ولا يكتب وكتبها له واحد، يقول فيها إن لديه ستة أولاد فى مدارس مختلفة المراحل، وقبلهم بالطبع صاحب الشكوى وزوجته، ويقول بكل بجاحة إنه يقيم فى غرفة واحدة تتبعها صالة صغيرة!، وقبل أن تسأل نفسك عند القراءة.. كيف استطاع أن ينجب الأولاد الستة فى مثل هذا المكان الخانق!، ويكمل شكواه المكتوبة له بأنه فى حاجة الى تخصيص شقة له تستوعب مساحتها هذه الأسرة من شقق المحافظة، علماً بأنه لا يعمل.. وليس لديه أى أموال لدفع أى مقدم للشقة!، ويسأل أهل الخير موافاته بمعونة عاجلة حيث تعانى زوجته من بعض الأمراض التى لا يستطيع شراء الأدوية التى تعالجها، وفى نهاية الشكوى الاسم ورقم التليفون المحمول «خاصته»!، وعبثاً يحاول أى عاقل يطالع الشكوى أن يجد عذراً لهذا الشاكى فيما يطلب، وأول الأسباب فى ذلك أنه يتضح من الشكوى أنه كان غير عابئ بشئ غير الإنجاب المتواصل!، وفى الغرفة التى لم يحس بضيقها إلا بعد أن أبلى بلاءه السداسى من العيال!، ثم هو لا يعمل، ولا يعرف أحد من أين يعيش!، ثم هو فى حاجة الى شقة حدد مواصفاتها بعدد أفراد أسرته!، التى يعتبرها بمطلبه أمانة فى عنق المحافظ والمحافظة!، وعلى استعداد لتلقى معونة عاجلة تعينه على علاج زوجته بعد أن أنهكتها خدمة الأب وعياله!، يبقى فقط أن أقول.. متى تفيق هذه المخلوقات مما هى فيه؟